انطلاق حملة "ريفنا أخضر" من حرستا: خطة لزراعة نصف مليون غرسة في ريف دمشق لتعويض الخسائر البيئية


أطلقت محافظة ريف دمشق، بالتعاون مع وزارة الزراعة، حملة تشجير واسعة تحت عنوان "ريفنا أخضر"، بدأت فعالياتها من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية. تهدف الحملة إلى زراعة 500 ألف غرسة حراجية ومثمرة، تحمل عبارات تجسد تضحيات الشعب السوري. وقد شهدت انطلاقة الحملة مشاركة رسمية وشعبية واسعة، بالإضافة إلى فعاليات فلاحية وزراعية ومنظمات محلية ودولية.
تستمر الحملة لمدة 45 يوماً وتُنفذ على ثلاث مراحل متتالية. تبدأ المرحلة الأولى بزراعة الغراس الحراجية في مداخل ريف دمشق وساحاتها الرئيسة وطرقها العامة، انطلاقاً من الغوطة الشرقية. تلي ذلك المدن والبلدات، لتنتهي المرحلة الأخيرة داخل الأحياء والقرى عبر زراعة وتوزيع غراس مثمرة على الأهالي، بهدف إشراكهم في مشاريع مستدامة تخدم منازلهم وأراضيهم الزراعية.
أكد وزير الزراعة، أمجد بدر، على أهمية الجهود المبذولة لزيادة الرقعة الخضراء وتعويض الخسائر التي لحقت بالمساحات الزراعية والحراجية، والتي أدت إلى تراجع الغطاء النباتي. وأوضح بدر أن هذا العمل حيوي لإعادة إحياء البيئة وتعزيز الاستقرار المجتمعي، داعياً إلى تحويل التشجير إلى ثقافة عامة وقيمة وطنية تترسخ في ذاكرة الأجيال القادمة لما له من أثر إيجابي على البيئة وتحسين المناخ.
من جانبه، أشار وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، إلى أن عمليات التشجير في سوريا ليست مجرد رفاهية، بل هي حاجة وطنية ملحة، خاصة وأن البلاد تعاني من آثار التصحر والجفاف. وأوضح أن حملات التشجير التي انطلقت سابقاً في ريف إدلب، والآن في ريف دمشق، ستشمل لاحقاً محافظات اللاذقية وحمص وباقي المحافظات.
كما دعا وزير الثقافة، محمد ياسين الصالح، جميع شرائح المجتمع لتحمل المسؤولية الوطنية في النهوض بواقع سوريا، وإعادة المساحات الخضراء إلى جميع المناطق، سواء بزراعة شجرة بجانب المنازل أو المتاجر، وتشجيع الآخرين على المشاركة.
أكد محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، أن حملة "ريفنا أخضر" تندرج ضمن رؤية استراتيجية شاملة لاستعادة التوازن البيئي وتعويض ما فُقد من أشجار مثمرة وحراجية. وأشار إلى أن الحملة تغطي جميع مناطق المحافظة بناءً على دراسة علمية تراعي خصوصية كل منطقة من حيث التربة والمناخ واحتياجات السكان، مع التركيز على إشراك المجتمع المحلي والمنظمات والشباب والمتطوعين لترسيخ ثقافة حماية البيئة.
وبين مدير الحملة، عبد الرحمن غبيس، أن اختيار الغوطة الشرقية كنقطة انطلاق جاء لتسليط الضوء على حجم الدمار فيها، والتأكيد على أنها ما زالت تنبض بالحياة. وكشف غبيس عن خطة لرفع عدد الغراس في المرحلة المقبلة ليصل إلى مليون غرسة، لتكون جزءاً من جهود إعادة الغطاء النباتي إلى الريف الدمشقي. وأشار إلى التوجه لتوزيع الغراس المثمرة مجاناً على الأهالي عبر البلديات والجمعيات الفلاحية، مع العمل على فتح باب التبرعات لدعم الحملة وتغطية أكبر عدد ممكن من الغراس.
في سياق متصل، تعمل وزارة الزراعة ضمن خطتها لهذا الموسم على استعادة الغطاء النباتي في سوريا، حيث تواصل توزيع أكثر من مليوني غرسة مثمرة في مختلف المحافظات، وتخطط لإنتاج نحو 1.4 مليون غرسة حراجية موزعة على 32 مشتلاً حراجياً، تنتج أكثر من 50 نوعاً يتلاءم مع المتطلبات البيئية للمواقع المستهدفة.
سوريا محلي
سوريا محلي
⚠️محذوفسوريا محلي
سوريا محلي