"حكاية بلد": عمل مسرحي لوزارة التربية يوثق رحلة سوريا من الثورة إلى النصر والتحرير

دمشق-سانا: احتفالاً بالذكرى الأولى للنصر والتحرير، نظّمت وزارة التربية والتعليم في دمشق العمل المسرحي الضخم بعنوان “حكاية بلد”، وذلك على مسرح دار الأوبرا. يتضمن العمل قصة سردية عميقة ترويها جدة لأحفادها، وتلخص حكاية سوريا منذ بداية الثورة السورية من درعا، مروراً بالمحافظات الوسطى والشمالية، وصولاً إلى إدلب وحلب.

قدم العرض رؤية فنية متكاملة جمعت بين الحكاية الشعبية والتراث والفلكلور السوري من مختلف المناطق. واختتم العمل بأغان ثورية قوية أدتها أوركسترا وزارة التربية والتعليم وفرق الفنون الشعبية التابعة للوزارة. كما تضمن العرض أبياتاً شعرية مؤثرة عن شهداء الثورة، أداها الشاعر أنس الدغيم.

ذاكرة السوريين ونبض وجدانهم

أكد وزير التربية والتعليم محمد عبد الرحمن تركو، في كلمة له، أن نصر سوريا وتحريرها أعاد للوطن نبضه، مشيراً إلى أنه كان انتصاراً تحقق بعد صبر طويل. وشدد الوزير تركو على أن هذا النصر لم يكن حدثاً عابراً في تاريخ سوريا، بل هو فصل خالد في ذاكرة السوريين ونبض وجدانهم.

وأشاد الوزير بجهود الوزارة في ضخ المعرفة والقيم في شريان التعليم، مؤكداً الرؤية الشاملة والطموحة للنهوض بالقطاع التعليمي بعد ما عاناه خلال السنوات السابقة. وأوضح تركو أن الهدف من هذا العمل المسرحي هو تمكين الجيل من المساهمة الفعالة في صناعة المستقبل المزدهر ورسم ملامح سوريا الحديثة، قائلاً: “هذه الحكاية هي حكاية بلد أتقن قلب صفحة الظلام إلى إشراقة نصر مبين وجعل من العلم والمعرفة جسر عبور نحو مستقبل أكثر إنصافاً وازدهاراً يليق بمكانة سوريا العريقة ويعيدها إلى موقعها التاريخي والجغرافي.”

كما أشار الوزير تركو إلى أن المعلمين السوريين جسدوا أسمى معاني الانتماء باستمرارهم في أداء رسالتهم التربوية رغم التحديات، ماضين بثقة لبناء جيل واعٍ يساهم في إعمار سوريا.

رحلة سوريا من الألم إلى الأمل

من جانبه، أكد مدير الأنشطة الفنية والرياضية في الوزارة حسن الحسن، في تصريح لمراسلة سانا، أن العرض المسرحي يجسد رحلة سوريا من الألم إلى الأمل. وأشار الحسن إلى أن الهدف من العمل هو تسليط الضوء على مواهب الأطفال وإبراز قدراتهم في التعبير عن الروح الوطنية والقيم التربوية والثقافية التي يحملها جيل المستقبل.

وأوضحت الطالبة المشاركة في فريق الكورال لين مرعي أن رسالتها هي التعبير عن اعتزازها بوطنها وصمود الشعب من خلال أغنية وطنية تحمل روح الفخر والانتماء وتجسد سوريا الحرة القوية التي تنهض بالأمل والحياة.

حضر العمل المسرحي معاون الأمين العام لرئاسة الجمهورية لشؤون مجلس الوزراء علي كده، وعدد من الوزراء وأعضاء المجلس الأعلى للتربية والتعليم ورؤساء الاتحادات والنقابات ورئيس مجلس الدولة.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية والتعليم أطلقت بمناسبة ذكرى التحرير والنصر حملة لافتتاح 130 مدرسة تم تأهيلها في المحافظات السورية، ولا سيما في الأرياف المدمرة، خلال الفترة ما بين 6 و9 من شهر كانون الأول الجاري، إلى جانب تنظيم عدد من الفعاليات الأخرى التي تلخصت بمعارض فنية ومسابقات شعرية ورياضية وأعمال مسرحية.