مجلة "أوتاد" تحتفي بذكرى تحرير سوريا: العدد 36 يوثق الذاكرة الوطنية ويستعرض إبداعات عربية متنوعة


دمشق-سانا
تزامناً مع حلول الذكرى الأولى لتحرير سوريا من براثن الاستبداد وطغمة الفساد، أصدرت مجلة أوتاد الثقافية الشهرية عددها السادس والثلاثين، والذي جاء مواكباً لهذا الحدث الوطني الجليل، ومعبراً عن مشاعر الفرح لدى السوريين. حمل العدد عنوان: (الذكرى الأولى لتحرير سوريا)، وتضمن مجموعة من الملفات الثقافية والفكرية والأدبية التي عكست قصة التحرير، وأظهرت تناغم الإبداع في مختلف مشاربه وتوجهاته البناءة، وذلك عبر مقالات غنية توزعت بين محاور الفكر والأدب والفن.
استهل رئيس التحرير أحمد مونه العدد بمقال بعنوان (حين استعاد الوطن صوته)، حيث سلط الضوء على الأمل الذي تحقق للسوريين خلال عام واحد فقط في حساب الزمن، ولكنه يختزن في جوهره أعواماً من الجد والمثابرة والعمل، مؤكداً استمرار مسيرة سوريا نحو التقدم على مختلف أصعدة البناء.
وفي كلمة بعنوان (يومٌ من أيام الله)، أكد مدير التحرير حسن قنطار على أهمية استخلاص العبر من تجارب الأمم السابقة التي نالت الفتح بإيمانها وأخلاقها وصبرها. وشدد قنطار على أن بناء الدول يرتكز على عقول واعية ومسؤولة.
ضم العدد ملفات متعددة اختلفت في الطرح، لكنها اتحدت في الأثر والغاية، وتناولت قضايا متنوعة كتبها أكاديميون وباحثون وصناع محتوى. ففي محور الفكر، تناول الدكتور محمد زكريا الحمد في مقاله (معارك الأقلام.. حين يتحول النقد إلى حرب هوية) طبيعة معارك الفكر والمذاهب، مشيراً إلى أن معظمها لم تكن خصومات شخصية بل حروب هوية، وخلص إلى أن هذه المعارك لم تُسفك فيها دماء، لكنها كانت ترسم مصير أمة بأكملها.
كما طرح الدكتور محمد كالو قضية تمجيد الطواغيت عبر العصور، متتبعاً الأسباب التي مكنت الطاغية من السيطرة على عقول المنساقين خلفه. وفي محور الأمن وبناء الدولة والعيش بحرية وكرامة، كتب السعيد عبد العاطي الفايد/ مصر مقالاً بعنوان (الاقتصاد قبل الأمن والسياسة)، أكد فيه أن الإنسان البسيط يفقد أبسط حقوقه عند غياب تأمين مطالبه الأساسية، وفي مقدمتها لقمة العيش، مما يؤدي إلى تفاقم مشاعر الحقد والكراهية واستمرار الصراع بين الفقر والغنى، وهي دوامة تهدم القيم والجمال والأمن والاستقرار والسلام.
وعن حركة التاريخ والفلسفة، كتب مخلوف بن قانة/ الجزائر مقالاً بعنوان (فلسفة التاريخ عند نيتشه)، مقدماً قراءة مغايرة تعنى بحركة الأمم وما تزرعه من فلسفات عبر الزمن، مع رصد تحليلات نيتشه للتجربة الإنسانية. وفي محور آخر، تناولت دعاء النمر/ مصر في مقالها (من الخوف إلى القيادة) الآليات التي تحول التكنولوجيا إلى عامل قوة واعية ومنظمة، بعيداً عن الرهاب أو العشوائية.
في زاوية الأدب والنقد، كتبت رنيم الجنان عن دور الرواية والقصة والعروض البصرية القصيرة في مواجهة الفراغ العاطفي، بأسلوب تحليلي يلامس الفلسفة والتشخيص. وقدمت مليحة المسلماني قراءة نقدية لكتاب (رؤى الحروف) للكاتب الأردني سامر المعاني، حيث تناولت أبواب الكتاب تفنيداً منهجياً شمل: فن التكثيف كفعل مقاومة، ثيمات كونية، الحب لغة وجودية، وبين نحت اللغة والسوداوية.
كما ترجمت تغريد بومرعي/ لبنان مقالاً للكاتب الهندي جيرينيل سنغ أناند بعنوان (الأخلاقيات الجديدة وزمن ما بعد الحداثة). وكتبت هدى الشاوش مقالاً بأسلوب فكاهي واعظ بعنوان (متى آخر مرة غيرت حذاءك الطنبوري)، مشيرة إلى أن التعلق بالأشياء الصغيرة لا يقي من حتمية التغيير. أما في زاوية (وجهاً لوجه)، فتوقفت رويدة جعفر عند عدد من المشاركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة معنى المثل القائل: تكلّم حتى أراك.
شهدت زاوية السرد والشعر مشاركات أدبية متنوعة في الخاطرة والسرد والشعر، قدمها عدد من المبدعين العرب، وهم: إيمان موصلي وخالد القدور وحمد خليل / سوريا، ندى السعيد/ مصر، حسين الشيخ عبوش/ العراق، محمد ازريقات/ فلسطين، حسين المحالبي/ اليمن، ابتهال تريتر/ السودان، راكان سعيد الببواتي/ العراق، عادل الحصيني/ السعودية، وردة الكتوت/ الأردن، وأوس عدنان/ الأردن.
اختُتم العدد بلوحة فنية على الغلاف الأخير للفنانة المغربية أمينة بالي، حملت موروثاً شعبياً يميز الحياة في المغرب العربي، تميزت ببساطة التناول ونعومة التعاطي مع مآزق المجتمع. يُذكر أن مجلة أوتاد هي مجلة ثقافية مستقلة منوعة، تصدر عن مؤسسة الفرقان للطباعة والتوزيع، برعاية جمعية النخبة للأدباء والمثقفين، التي تدير نشاطاتها من تركيا إلى العالم العربي.
فن وثقافة
فن وثقافة
فن وثقافة
فن وثقافة