تجدد الاشتباكات في ريف السويداء الغربي وإصابات مدنية.. و"الحرس الوطني" يتهم القوات الحكومية بخرق الاتفاق


تجددت الاشتباكات العنيفة بين الفصائل المحلية في السويداء وقوات الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية، مساء الاثنين 15 كانون الأول، واستمرت حتى وقت متأخر من الليل. أفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن الاشتباكات تركزت في ريف السويداء الغربي، وذلك بعد استهداف الفصائل المحلية نقطة تابعة للأمن الداخلي في تل حديد باستخدام مضاد من عيار “23”.
وأكد مصدر أهلي في السويداء، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن القوات الحكومية استهدفت منطقة المعامل في الريف الغربي عبر طائرة مسيرة (درون)، مما أدى إلى إصابة أربعة مدنيين عصر الاثنين، بينهم حالة خطرة. وأضاف المصدر أنه تم رصد سقوط قذائف “هاون” وإطلاق رصاص كثيف من رشاشات ثقيلة في المنطقة لاحقاً، ما أدى لاستهداف نقطة الأمن الداخلي في تل حديد، وذلك كرد من الفصائل المحلية على الاستهداف الحكومي.
من جانبه، نفى مدير مكتب العلاقات العامة في محافظة السويداء، قتيبة عزام، لعنب بلدي استهداف القوات الحكومية لمنطقة المعامل بطائرة مسيرة، معتبراً أن الحادثة كانت مجرد انفجار وقع داخل المنطقة.
في المقابل، أصدر “الحرس الوطني”، المدعوم من الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، بياناً اتهم فيه القوات الحكومية بخرق الاتفاق المبرم بين الطرفين. وأشار البيان إلى أن القوات الحكومية استهدفت المحور الغربي والأحياء السكنية المتاخمة بقذائف الهاون ورشقات من رشاشات ثقيلة عيار 23 مم. ولفت “الحرس الوطني” إلى أن قواته تعاملت مع مصادر الإطلاق وفق الإجراءات المناسبة، وتمكنت من تثبيت السيطرة الكاملة على المحور المستهدف، كما هو الحال في باقي المحاور. وأكد البيان أن استهداف المحور الغربي بطائرة مسيرة (درون) أدى لوقوع أربع إصابات، وتطاير شظايا أصابت ممتلكات خاصة، مما يعرض حياة الأهالي للخطر ويزيد من حالة التوتر الناتجة عن هذه الخروقات المتكررة.
سبق أن استهدفت الفصائل المحلية في السويداء سيارة للأمن الداخلي بواسطة “درون” محملة بالقنابل في بلدة المزرعة بالريف الغربي للسويداء، في 13 من كانون الأول. وحينها، أكد قتيبة عزام، مدير مكتب العلاقات العامة، أن الاستهداف جاء من قبل الفصائل المحلية، مشدداً على عدم وقوع إصابات في صفوف عناصر الأمن الداخلي.
في المقابل، أكد مصدر أمني لـ “الإخبارية” الرسمية أن من وصفهم بـ“العصابات المتمردة” في السويداء استهدفوا نقاطاً للأمن الداخلي في ريف المحافظة عبر الطائرات الانتحارية المسيرة، معتبراً أن هذا القصف هو الثاني من نوعه خلال 24 ساعة، ويشكل خرقاً متكرراً لوقف إطلاق النار. كما أصدر “الحرس الوطني” بياناً آخر اتهم فيه قوات الحكومة السورية باستهداف أهالي بلدة المجدل بطلقات قنص، مما أدى إلى إصابة مواطن إصابة بالغة استدعت بتر يده، مؤكداً تعامل قواته مع مصدر الإطلاق بالوسائط المناسبة.
في سياق متصل، ذكر مصدر أردني لصحيفة “المدن” اللبنانية أن هناك جهود وساطة تقودها الأردن بتنسيق أمريكي لحل أزمة السويداء، مؤكداً أن الزيارات بين الأطراف السورية والأردن “متواصلة ولن تتوقف”. وأوضح المصدر أن جهود المملكة تركز حالياً على بناء الثقة بين الأطراف السورية، أي الحكومة والشيخ حكمت الهجري، متوقعاً أن “تستغرق الوساطة وقتاً ليس قصيراً، ما لم يحصل اختراق في المفاوضات”، ومؤكداً أن الوساطة ستنجح خصوصاً مع انخراط واشنطن فيها.
وتقوم الوساطة الأردنية على أساس تطبيق خارطة الطريق التي أُعلن عنها في أيلول الماضي، خلال اجتماع ثلاثي في دمشق ضم وزير الخارجية السورية، أسعد الشيباني، ونظيره الأردني، أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك.
أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في سوريا عن التوصل إلى خارطة طريق لحل الأزمة في محافظة السويداء، عقب اللقاء الثلاثي الذي جرى في دمشق في 16 من أيلول الماضي. نصّت خارطة الطريق على عدة إجراءات عاجلة، أبرزها:
⚠️محذوفسياسة سوريا
سياسة سوريا
سياسة سوريا
سياسة سوريا