سوريا في المنتدى العربي السابع: رؤية وطنية لاستخدام الطاقة النووية السلمية لتأمين الكهرباء وتحلية المياه


انطلقت في منطقة البحر الميت بالأردن اليوم أعمال المنتدى العربي السابع، الذي تنظمه الهيئة العربية للطاقة الذرية وهيئة الطاقة الذرية الأردنية تحت عنوان “آفاق توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر بالطاقة النووية”. ويشهد المنتدى، الذي يستمر لثلاثة أيام، مشاركة وفد من هيئة الطاقة الذرية السورية، إلى جانب وفود عربية ودولية أخرى.
وأوضح المدير العام لهيئة الطاقة الذرية، الدكتور مضر العكْلة، في تصريح لمراسل سانا، أن هذا المنتدى شكّل منصة قيّمة للاطلاع على التجارب العربية والدولية في مجالات توليد الكهرباء وتحلية المياه باستخدام الطاقة النووية، مع التركيز بشكل خاص على المفاعلات النمطية الصغيرة، ودورة الوقود النووي، والجوانب الاقتصادية والتمويلية للمشاريع النووية السلمية.
وأشار العكلة إلى أن تبادل الخبرات والنقاشات التقنية التي جرت تسهم في توسيع آفاق التعاون والاستفادة من النماذج الناجحة، بما يتوافق مع خصوصية واحتياجات كل دولة. وأكد أن سوريا، بعد مرور أكثر من أربعة عشر عاماً من الحرب التي أثرت بشكل كبير على بنيتها التحتية ومواردها الطبيعية، تدخل اليوم مرحلة إعادة بناء وتطوير تتطلب حلولاً استراتيجية غير تقليدية قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة والمياه، ودعم مسارات التنمية المستدامة.
وبيّن العكلة أن التحديات الراهنة تفرض التوجه نحو تحقيق التكامل بين مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات النووية السلمية، بوصفها خياراً واعداً لتأمين الكهرباء بشكل مستقر، ومعالجة شح المياه من خلال مشاريع تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة النظيفة.
وتنطلق الرؤية السورية، وفقاً للعكلة، من بناء نموذج تنموي حديث يقوم على التوسع في مشاريع توليد الكهرباء بالطاقة النظيفة والطاقة النووية السلمية، وتطوير حلول متقدمة لتحلية مياه البحر، مما يعزز الأمن المائي، ويدعم إعادة بناء البنية التحتية على أسس حديثة ومستدامة. كما تهدف هذه الرؤية إلى دعم البحث العلمي والتطبيقات العملية المرتبطة بالطاقة والتقنيات النووية السلمية، وتعزيز التعاون العربي والإقليمي وتبادل الخبرات وتوحيد الجهود.
ونوه المدير العام لهيئة الطاقة الذرية بأن هذه الرؤية لا تقتصر على تلبية الاحتياجات الآنية، بل تهدف إلى وضع أسس متينة لتنمية طويلة الأمد، قادرة على دعم التعافي الاقتصادي وتحسين مستوى الخدمات الأساسية للمواطنين. وأكد العكْلة وجود تطلع حقيقي لبناء شراكات فنية وتقنية تسهم في دعم سوريا في مجال توليد الطاقة الكهربائية، وتعزيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية في إطار يلتزم بالمعايير الدولية للأمان والأمن النوويين.
وشدّد العكلة على أن مشاركة سوريا في هذا المنتدى تأتي لترسيخ رؤية وطنية واضحة مفادها أن سوريا قادرة، رغم التحديات، على التحول إلى نموذج يُحتذى به في الابتكار والتعاون الإقليمي، وضمان حق شعبها في الأمن الطاقي والمائي والحياة الكريمة.
وعلى هامش المنتدى، عقد الوفد السوري اجتماعات مع عدد من الجهات الدولية، بحث خلالها فرص التعاون وتبادل الخبرات الفنية، واستعراض إمكانيات إطلاق مشاريع مشتركة تخدم التنمية في سوريا والمنطقة. يذكر أن المنتدى ينظم بالتعاون مع أمانة المجلس الوزاري العربي للكهرباء في جامعة الدول العربية.
⚠️محذوفاقتصاد وأعمال
اقتصاد وأعمال
اقتصاد وأعمال
اقتصاد وأعمال