انقطاع الدعم يهدد بكارثة صحية: مشفى الأتارب الجراحي بريف حلب يتوقف عن العمل


يواجه مشفى الأتارب الجراحي، الذي يُعد شريانًا حيويًا للرعاية الصحية في ريف حلب الغربي، خطر التوقف التام عن العمل بعد انقطاع الدعم عنه لنحو ثلاثة أشهر متواصلة. هذا التوقف يهدد بحرمان عشرات الآلاف من المدنيين من الخدمات الطبية الأساسية في منطقة تعاني أصلاً من ضعف البنية التحتية الطبية وغياب البدائل الفعالة.
يخدم مشفى الأتارب مدينة الأتارب التي يزيد عدد سكانها عن 60 ألف نسمة، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من سكان القرى والبلدات المجاورة، الذين يعتمدون عليه كمركز رئيسي لتلقي الرعاية الصحية والخدمات الإسعافية. وفي تصريح لموقع سوريا 24، أوضح الدكتور محمود صياح، المدير الطبي للمشفى، أن المرفق كان يقدم قبل توقفه خدمات طبية وجراحية متكاملة تشمل الجراحة العامة، الجراحة البولية، الجراحة العظمية، الجراحة الأذنية، والتوليد الطبيعي، إلى جانب قسم الإسعاف الحيوي.
وأشار صياح إلى أن المشفى كان يستقبل نحو 150 مراجعًا يوميًا، ويغطي منطقة الأتارب بالكامل، بما في ذلك قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي مثل العيس، الحاضر، الزربة، وكفرناها.
وحذر المدير الطبي من أن غياب المشفى سيزيد الأعباء بشكل مباشر على المواطنين، وسيجبر الأهالي على نقل المرضى والمصابين إلى مناطق بعيدة مثل الدانا أو مدينة حلب، مما يشكل خطراً حقيقياً، خاصة في الحالات الطارئة والإسعافية. وأكد صياح أن المنطقة تفتقر إلى أي بدائل حقيقية، وأن الموجود حالياً يقتصر على خدمات عيادية متفرقة لا تلبي الاحتياج الفعلي للسكان.
من جانبه، أوضح عمر الحلاق أن مشفى الأتارب أُنشئ "من رحم المعاناة" بدعم من منظمة SAMS، واستمر في خدمة المنطقة لأكثر من عشر سنوات كمركز طبي حيوي. وأشار الحلاق إلى أن عدد المستفيدين من خدمات المشفى كان يصل إلى نحو 5 آلاف مريض شهرياً، وأن توقف الدعم يهدد بإغلاقه بشكل كامل. وناشد الحلاق وزارة الصحة لإعادة دعم المشفى بشكل عاجل، مؤكداً أن استمراره خارج خارطة العمل الصحي يعني حرمان آلاف المدنيين من حقهم الأساسي في العلاج.
وعبّر سكان مدينة الأتارب عن قلقهم البالغ إزاء استمرار توقف المشفى. وقال محمد اليوسف، أحد سكان المدينة لموقع سوريا 24، إن مشفى الأتارب هو الشريان الصحي الرئيسي للمنطقة. وأضاف اليوسف أن غياب المشفى يفرض أعباءً مادية ونفسية كبيرة، مشيراً إلى اضطراره لنقل والده المصاب إلى مشافي باب الهوى أو مدينة حلب. وحذر اليوسف من أن الحالات الحرجة قد لا تتحمل طول المسافة، مما يعرّض حياة المرضى لخطر الوفاة، مؤكداً عدم وجود أي مشفى بديل في مدينة الأتارب.
وفي ظل هذا الواقع، يطالب الكادر الطبي وسكان المنطقة الجهات المعنية والمنظمات الداعمة بسرعة التدخل لإعادة تشغيل مشفى الأتارب الجراحي، محذرين من أن استمرار توقفه قد يؤدي إلى كارثة صحية حقيقية تطال عشرات الآلاف في ريف حلب الغربي والجنوبي.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
⚠️محذوفسوريا محلي