رسالة حيدر سنيور إلى والده: حكاية الأرض التي أصبحت بوراً بعد رحيل المحراث


تحية إلى الأب، ذلك المخلوق الذي يشبه الملاك، يوجهها الكاتب حيدر سنيور. يستذكر سنيور كيف صنع والده محراثه بيده من أعواد أشجار السنديان، وزرع به القمح والعدس والحمص، بالإضافة إلى الشعير والشوفان للحيوانات، وغرس أشجار الزيتون والتين والرمان.
كانت الخوابي تمتلئ بالزيت والنبيذ والزبيب، وتحت «المكبة» المصنوعة من أعواد الريحان، والتي تشبه البراد في هذه الأيام، كانت تُحفظ القريشة والسمنة والحليب واللبن. وفي وقت العشاء، كان الحصير يُفرش بثلاثة أطباق من الطعام بأشكال وألوان متنوعة.
كانت أصوات الجدّات مريم وأمون وريمه وخاتون تملأ المكان، وهن يسألن: «هل ينقصكم شيئاً أيها الأولاد؟» كما كان الأب يربي الخراف للذبح في الأعياد، والديوك لطبخ هريسة القمح في المناسبات، بالإضافة إلى أكثر من مائة طير من الحمام، في إشارة إلى أيام الخير والوفرة.
لكن تلك الأيام ولّت؛ فقد تم بيع المحراث واستبداله بجرار من معمل الجرارات. واليوم، لم يعد أحد يحرث الأرض، التي أصبحت بوراً تكسوها الأشواك. ويشير سنيور بحسرة إلى أن أحفاد والده ينتظرون بائع الخبز على الطرقات.
ويختتم حيدر سنيور رسالته مؤكداً أن صورة والده ما زالت مصدر إلهام لصنع المبادرات، التي تجعلهم فخورين بالانتماء إليه وإلى الوطن ولكل المخلصين الشرفاء. (أخبار سوريا الوطن، 17/12/2025).
منوعات
منوعات
منوعات
منوعات