شجاعة استثنائية في هجوم سيدني: قصص الأبطال الذين واجهوا الإرهابيين بأجسادهم


في الوقت الذي تتوالى فيه الإشادات ببطل متجر في سيدني، الذي تمكن من نزع سلاح أحد المسلحين الذين نفذوا هجوم شاطئ بونداي في أستراليا خلال احتفال ديني يهودي، يتناقل الناس أيضاً قصص زوجين ورجل آخر ضحوا بحياتهم بعد أن تصدوا للمهاجمين بشجاعة فائقة.
من بين هؤلاء الأبطال، رؤوفين موريسون، البالغ من العمر 62 عاماً، الذي قُتل بالرصاص بعد محاولته وقف إراقة الدماء. وفقاً لابنته جوتنيك، التي تحدثت لقناة “سي بي إس نيوز” الأميركية، فإن موريسون "قفز في اللحظة التي بدأ فيها إطلاق النار. تمكن من رمي الحجارة وكان يصرخ في وجه الإرهابي ويحمي مجتمعه". وأضافت جوتنيك أن الطريقة الوحيدة لرحيله عن هذه الدنيا كانت "بمقاتلة إرهابي". وتظهر تصرفات موريسون، الذي جاء من الاتحاد السوفييتي، في عدد من مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يظهر وهو يطارد المهاجم ويقذفه بشيء ما قبل أن يُطلق عليه النار ويُقتل لاحقاً.
أما البطل الآخر، أحمد الأحمد، البالغ من العمر 43 عاماً، وهو مسلم وأب لطفلين، فقد هاجم أحد المسلحين من الخلف وجرده من سلاحه. ويتلقى الأحمد حالياً العلاج في المستشفى بعد خضوعه لعملية جراحية جراء إصابته بالرصاص، وقد تجاوزت التبرعات الداعمة له مليوني دولار أسترالي (ما يعادل 1.33 مليون دولار أميركي).
كما تم توثيق تصدي زوجين آخرين، لم يتم تحديد هويتهما بعد، لأحد المسلحين في محاولة لإيقافه قبل أن يُقتلا بالرصاص على ما يبدو. وقد تحققت وكالة “رويترز” من لقطات كاميرا سيارة أظهرت أحد المسلحين وهو يتصارع على سلاح مع رجل مسن، قبل أن يسقطا معاً بقوة خلف سيارة فضية اللون. وشاركت صاحبة السيارة، التي تدعى جيني، اللقطات، مشيرة إلى أن الرجل المسن "لم يهرب، بل اندفع مباشرة نحو الخطر، مستخدماً كل قوته محاولاً انتزاع السلاح والقتال حتى الموت". وأكدت جيني أن الرجل المسن أصيب بالرصاص وانهار، واصفة تلك اللحظة بأنها "فطرت قلبي".
ويأتي هذا الهجوم ضمن أسوأ حوادث إطلاق النار الجماعي في أستراليا منذ ما يقرب من 30 عاماً، حيث قُتل 15 شخصاً. ويُزعم أن المسلحين هما أب وابنه، ويجري التحقيق في الهجوم كعمل إرهابي استهدف الجالية اليهودية، مع اشتباه الشرطة الأسترالية في أن الهجوم يستلهم فكر تنظيم “داعش”.
وكان رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي قد أشاد في وقت سابق بتصرفات الأستراليين الذين "ركضوا نحو الخطر من أجل مساعدة الآخرين"، مؤكداً في مؤتمر صحافي أن "هؤلاء الأستراليون أبطال وقد أنقذت شجاعتهم أرواحاً".
منوعات
منوعات
منوعات
منوعات