أزمة الكهرباء تتفاقم في حمص: شبكات متهالكة في كرم الزيتون وأحياء أخرى تطالب بحلول جذرية


تتزايد شكاوى سكان مدينة حمص، ولا سيما في حي كرم الزيتون، بشأن التردي المستمر في واقع التغذية الكهربائية وعدم قدرة الشبكات الحالية على استيعاب الضغط المتزايد. يطالب الأهالي بتحسين جودة الخدمة ووضع حد للأعطال المزمنة التي تضرب البنية التحتية.
يؤكد سكان حي كرم الزيتون أن البنية التحتية الكهربائية في الحي قديمة ومتهالكة، ما يجعلها غير قادرة على تحمل الطلب المتصاعد. وقد أدى هذا الوضع إلى انقطاعات طويلة وتكرار للأعطال، مما يجعل كرم الزيتون من المناطق الأكثر تضرراً التي لم تحصل على نصيبها الكافي من مشاريع التأهيل خلال السنوات الماضية.
في حديثه لمنصة سوريا 24، أوضح حيان الديوب، أحد سكان حمص، أن المدينة تحتاج إلى تدخلات خدمية واسعة، خاصة فيما يتعلق بالكهرباء، مشيراً إلى أن الكوابل الحالية لا تتحمل ضغط الاستهلاك. وأضاف الديوب أن تدخلات فرق الكهرباء غالباً ما تكون عبارة عن إصلاحات مؤقتة لا ترقى إلى مستوى الحلول الجذرية.
ولفت الديوب إلى أن الأحياء القديمة والمتضررة منذ سنوات، مثل حي كرم الزيتون وأحياء جب الجندلي، البياضة، باب تدمر، باب الدريب، عشيرة، دير بعلبة، كرم شمسم، وأجزاء من حي الخالدية، ما تزال تعاني من نقص في الخدمات الكهربائية. كما أشار إلى غياب فرق النظافة عن بعض هذه المناطق المتضررة، على الرغم من تواجدها في معظم أحياء المدينة، معرباً عن أمله في أن تولي الحكومة ومحافظة حمص اهتماماً أكبر بهذه الأحياء التي تواجه ظروفاً معيشية صعبة.
وأكد الديوب أن الأزمة لا تقتصر على حي كرم الزيتون فحسب، بل تمتد لتشمل حيّي جب الجندلي والخالدية، اللذين شهدا انقطاعاً للكهرباء استمر لأكثر من 25 يوماً. ودعا الديوب الجهات المعنية إلى إجراء جولات ميدانية للاطلاع عن كثب على واقع هذه المناطق ومعاناة قاطنيها.
تجدر الإشارة إلى أن محافظ حمص، عبد الرحمن الأعمى، كان قد أجرى جولة ميدانية في حي كرم الزيتون في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وخلال هذه الجولة، تابع المحافظ أعمال الكهرباء الجارية واطّلع على إجراءات إعادة التأهيل وتحسين التغذية الكهربائية. كما التقى الأهالي واستمع إلى ملاحظاتهم حول احتياجات الحي، مؤكداً أن هذه الجولات تهدف إلى المتابعة المستمرة لأعمال الصيانة والخدمات الأساسية لتحسين الواقع الخدمي وفقاً للأولويات والإمكانات المتاحة.
وفي سياق متصل، تحدث سكان حي بابا عمرو عن واقع الكهرباء لديهم، مشيرين إلى أن الشبكة الكهربائية متهالكة بشكل كبير بسبب سرقة مواد النحاس من الشبكات والمولدات خلال السنوات الماضية، واستبدالها بمواد أقل كفاءة مثل الألمنيوم، ما أضعف قدرتها على التحمل وتسبب بأعطال خطرة. وأوضح الأهالي أن الضغط على الشبكة الحالية أدى مؤخراً إلى حالات تماس كهربائي، مؤكدين أن التفعيل الفعلي للكهرباء يتطلب إعادة بناء الشبكة بالكامل، وهو ما يفسر التأخر المستمر في استقرار التغذية الكهربائية في الحي.
يتفق الأهالي في جميع الأحياء المتضررة على أن المعالجات المؤقتة لم تعد تجدي نفعاً، مطالبين بخطط تأهيل شاملة للبنية التحتية الكهربائية تأخذ في الحسبان حجم الأضرار، وتضمن العدالة في توزيع الخدمات بين مختلف أحياء مدينة حمص.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي