طرطوس: احتفالات عيد البربارة تعكس التعايش المجتمعي وسط حضور أمني منظم


هذا الخبر بعنوان "مسيحيو طرطوس يُحيون عيد البربارة بمشاركة مجتمعية وتعزيز أمني" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٧ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أحيا المسيحيون في مدينة طرطوس، مساء أمس الثلاثاء، عيد البربارة لهذا العام في أجواء مفعمة بالفرح والاطمئنان. وتميزت الاحتفالات بمشاركة مجتمعية واسعة، عكست حالة التآلف والتعايش بين مختلف مكونات المدينة. وتزامن ذلك مع حضور أمني منظم من قوى الأمن الداخلي، كان هدفه الأساسي تأمين الاحتفالات وضمان سلامة المشاركين، دون تسجيل أي مظاهر للتدخل في الطقوس الدينية.
وشهدت منطقة الشيخ بدر تنظيم احتفال خاص بعيد البربارة بمبادرة من فريق “زيتون”. وانتشرت قوى الأمن الداخلي في محيط الفعالية لتأمين المكان والحفاظ على الأمن والنظام، وهي خطوة لاقت ترحيبًا من الأهالي الذين رأوا فيها مؤشرًا على تعزيز الاستقرار والشعور بالأمان خلال المناسبات العامة.
لم تقتصر مظاهر الاحتفال على الجانب الديني فحسب، بل اتخذت بعدًا اجتماعيًا جامعًا، حيث شارك أهالٍ من مختلف الطوائف في الفعاليات. وقد أكد هذا المشهد على خصوصية طرطوس كمدينة عُرفت تاريخيًا بتنوعها ونسيجها الاجتماعي المتماسك.
وأشار عدد من أهالي المدينة إلى أن المشاركة في الأعياد المسيحية ليست ظاهرة جديدة، بل هي تقليد اجتماعي راسخ. وأوضحوا أن الاحتفال بعيد البربارة يأتي ضمن سلسلة أعياد يشاركون فيها إخوتهم المسيحيين محبةً واحترامًا، وعملًا على جمع القلوب وبناء وطن يتسع للجميع. وأضاف الأهالي أن هذه المبادرات المجتمعية تحمل دلالات خاصة في المرحلة الراهنة، معتبرين أن الاحتفال المشترك هو دليل واضح على وحدة الشعب ورغبة حقيقية في طي صفحات الألم وبناء مرحلة جديدة بعد سقوط النظام السابق.
ساد شعور عام بالارتياح والاطمئنان بين السكان قبيل إقامة الاحتفالات، انعكس في الإقبال الواسع على المشاركة وفي غياب أي مخاوف أمنية. ويعزو السكان ذلك إلى الانتشار المنظم لقوى الأمن الداخلي والنهج الجديد في التعامل مع المناسبات الدينية، القائم على الحماية لا الوصاية.
وفي هذا السياق، أكد الخوري الياس وهبة، في حديث لمنصة سوريا 24، أن “الاحتفالات كانت تسير بصورة جميلة وتعكس محبة الناس وتآلفهم، حيث شارك فيها أناس من جميع الطوائف والمجتمعات”، مشيرًا إلى أن “أجواء الفرحة والبهجة عمّت أرجاء مدينة طرطوس”.
من جهته، أوضح سامر قدح، وهو مدرس رياضيات، في حديث لمنصة سوريا 24، أن “الاحتفالات الدينية المسيحية بعد التحرير كانت جميعها مريحة وآمنة”. وأضاف أن ما يميز هذه المرحلة هو عدم وجود أي تدخل من السلطة مع رجال الدين أو المصلين، مشيرًا إلى أن “الدولة تكتفي برعاية جميع المناسبات الدينية من خلال فرض الأمن حول الكنائس، بما يضمن سلامة المحتفلين ويحفظ قدسية الشعائر”.
وبين الفرح الشعبي والمشاركة العابرة للطوائف والحضور الأمني المنضبط، حملت احتفالات عيد البربارة في طرطوس رسائل تؤكد على عودة الحياة العامة إلى مسارها الطبيعي، وعلى قدرة المجتمع المحلي على إعادة إنتاج التعايش والسلم الأهلي.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي