فيروس غامض يهدد أطفال الحسكة والقامشلي: الإدارة الذاتية تعلق الدوام وسط أنباء عن وفيات


تشهد مدينتا القامشلي والحسكة تزايداً ملحوظاً في المخاوف الصحية، وذلك على خلفية انتشار فيروس يستهدف فئة الأطفال بشكل خاص. وقد دفع هذا الانتشار المتسارع الإدارة الذاتية إلى إصدار قرار بتعليق الدوام المدرسي كإجراء احترازي عاجل، خاصة مع تداول الأهالي أنباءً عن تسجيل حالات وفاة بين الأطفال خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي شهادته لـ«سوريا 24»، أوضح أبو جوان من القامشلي أن الفيروس المنتشر أصبح واضحاً وبكثافة مؤخراً، مشيراً إلى أن الإصابات تتركز بشكل رئيسي بين فئتَي الشباب والأطفال، وتحديداً داخل المدارس نتيجة للاختلاط الكبير بين الطلاب. وأضاف أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بسبب ضعف جهازهم المناعي مقارنة بالبالغين، مما يسرّع من انتقال العدوى وانتشار المرض.
من جانبه، أكد علي من الحسكة، في حديثه لـ«سوريا 24»، أن قرار الإدارة الذاتية بتعطيل المدارس كان ضرورياً وحاسماً في هذا التوقيت. وشدد على أن استمرار العملية التعليمية كان سيؤدي حتماً إلى تفاقم الوضع الصحي ونقل المرض من البيئة المدرسية إلى المنازل، حيث قد يصيب ذوي الأطفال. وأشار إلى أن الأهالي شعروا بالارتياح النسبي بعد صدور القرار، مؤكداً أن صحة الأطفال هي أولوية قصوى تتقدم على أي اعتبار آخر، وأن تعويض العملية التعليمية يمكن تحقيقه لاحقاً.
وأشار علي إلى أن حالة الخوف والقلق ازدادت بين الأهالي بعد سماعهم عن تسجيل ثلاث حالات وفاة، شملت طفلَين وفتاة، في مدينة الحسكة خلال اليومين الماضيين. وطالب الإدارة الذاتية بضرورة متابعة الملف الصحي بجدية، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة، بما في ذلك تمديد فترة تعليق الدوام المدرسي إذا لزم الأمر، وتأمين خدمات التعقيم والفحوصات.
وفي سياق متصل، وصف عبد الرحيم الوضع الصحي الحالي بـ«المخيف»، مبيناً لـ«سوريا 24» أن تأثير الفيروس يظهر بشكل مباشر على الأطفال قبل غيرهم. وأوضح أن المدارس تحولت إلى بؤر حقيقية لانتقال العدوى بسبب الاكتظاظ داخل الصفوف، بالإضافة إلى غياب برامج التلقيح التي كانت تلعب دوراً في الحد من انتشار مثل هذه الأمراض سابقاً.
وأكد عبد الرحيم أن تعطيل المدارس لم يكن خياراً ترفيهياً بل ضرورة ملحّة، محذراً من أن أي تأخير في اتخاذ القرار كان سيعرّض آلاف الأطفال للخطر. كما شدد على أن الأنباء المتداولة عن وفيات الأطفال تؤكد خطورة المرض وسرعة انتشاره، وحمّل الإدارة الذاتية مسؤولية الاستمرار في الإجراءات الوقائية ومراقبة الوضع الصحي بشكل يومي، مؤكداً أن صحة الأطفال يجب أن تبقى «خطاً أحمر» لا يقبل المساومة، وأن إعادة الطلاب قبل انحسار الفيروس قد تشكل خطراً كبيراً.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي