تحقيق CNN يكشف زيف فيديو حرق شجرة الميلاد في حمص: الحادثة وقعت في السقيلبية بحماة العام الماضي

تداولت العديد من الحسابات والصفحات على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، زاعمةً أنه يوثق لحظة إحراق شجرة عيد الميلاد مؤخرًا في أحد أحياء مدينة حمص وسط سوريا، وأن الفاعلين هم عناصر من الأمن السوري. وقد حصد هذا الفيديو عشرات الآلاف من المشاهدات والتفاعلات، مرفقًا بوصف مضلل يدعي أن "عناصر أبو محمد الجولاني تقوم بحرق شجرة الميلاد في سورية مدينة حمص حي العدوية".

لكن تحقيقًا أجرته شبكة CNN بالعربية كشف أن الفيديو المتداول، والذي ظهرت منه لقطة شاشة ضمن سياق مضلل، هو في الواقع قديم ويعود إلى نهايات العام الماضي. ويُظهر الفيديو قيام عدد من الأشخاص بإحراق شجرة عيد الميلاد في بلدة السقيلبية التابعة لمحافظة حماة، وليس في حمص. وقد نُشرت النسخة الأصلية من الفيديو لأول مرة بتاريخ 23 ديسمبر/كانون الأول 2024، موثقةً لحظة اشتعال شجرة الميلاد المعروضة في بلدة السقيلبية، وهي بلدة ذات أغلبية مسيحية تقع بالقرب من مدينة حماة. وتتوفر نسخة من هذا الفيديو على صفحة في موقع فيسبوك، حيث كُتب تعليقٌ عليه آنذاك: "فيديو آخر يظهر مجموعة من المسلحين يقومون بحرق شجرة الميلاد في مدينة السقيلبية. هذا التصرف يثير الاستياء والحزن بين أهالي المدينة، خاصة في هذا الوقت من العام الذي يُفترض أن يكون رمزًا للسلام والمحبة".

وعلى إثر الحادثة التي وقعت في 23 ديسمبر/كانون الأول 2024، والتي تظهر لقطة شاشة لمنشور يحوي نسخة من الفيديو وقتها، اندلعت احتجاجات في أحياء مسيحية بالعاصمة السورية دمشق. ورغم عدم اتضاح هوية من قام بإحراق الشجرة، إلا أن أحد مسؤولي السلطة الجديدة تعهد بترميمها، ووقف إلى جانب قساوسة مسيحيين في موقع الحادثة، ووعد بمعاقبة الجناة. يُذكر أن هذه الحادثة جاءت بعد ثلاثة أسابيع من إطاحة فصائل المعارضة بالرئيس السابق بشار الأسد.

وقد تكرر تداول الادعاء المضلل المنسوب إلى الفيديو بأنماط مختلفة خلال الساعات الأخيرة، شملت نشر مشاهده المصورة ولقطات ثابتة منه، بالإضافة إلى ترويجه عبر منشورات نصية بلغات متعددة. وتشير هذه المنشورات التي تضمنت الادعاء المتداول بصورة مضللة إلى وجود حملة إلكترونية منسقة تهدف إلى الحشد والتضخيم، ودفع هذا الفيديو إلى الانتشار الواسع عبر الشبكات الاجتماعية في هذا التوقيت الذي يسبق أعياد الميلاد.