نزيف المازوت في سوريا: هدر ممنهج يفرغ خزان الثروة الوطنية رغم صفقات المليارات


هذا الخبر بعنوان "ثقوب في "خزان" الثروة الوطنية: اتفاقيات كبرى في الأعلى وهدر منظّم في القاع" نشر أولاً على موقع zamanalwsl وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٩ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في الوقت الذي تروج فيه المنصات الرسمية التابعة للشركة السورية للبترول لاتفاقيات استثمارية دولية ضخمة، واصفة إياها بـ"إنجازات استراتيجية" من شأنها قلب الموازين الاقتصادية، يتكشف واقع آخر تماماً في الخفاء؛ نزيف مستمر لملايين الليترات من مادة المازوت يومياً، دون أي تحرك فعال لوقف هذا الهدر الممنهج للثروة الوطنية.
هذه المفارقة الصادمة، التي تجمع بين الاستثمار الخارجي والهدر الداخلي، تثير تساؤلاً جوهرياً حول جدوى توقيع عقود تطوير بمليارات الليرات، في ظل تبديد الثروة المتاحة بهذه السهولة. فما زال قطاع المحروقات، الذي يُعد عصب الاقتصاد السوري ومحرك الخدمات الأساسية، يُدار بعقلية "الجمود" التي لا تتناسب مع حساسية المرحلة الراهنة ولا مع حجم الأزمات المعيشية المتفاقمة.
هل أصبح القطاع العام ممراً آمناً للسوق السوداء؟ تُخصص شهرياً كميات ضخمة من المازوت لمؤسسات القطاع العام، بما في ذلك المشافي والأفران وقطاع الاتصالات والبلديات وخدمات النظافة، بهدف ضمان استمرارية المرافق الحيوية. إلا أن شهادات ومصادر متعددة تؤكد أن جزءاً كبيراً من هذه المخصصات لا يصل إلى وجهته الأصلية من مولدات وآليات حكومية، بل يتسرب عبر "مسارات بديلة" إلى السوق السوداء. ويبرز هنا الغياب التام للدور الرقابي الفعال لشركة "محروقات".
على الرغم من امتلاك شركة "محروقات" للأدوات الفنية اللازمة، يكشف الواقع عن عدة إخفاقات رئيسية:
حلول غائبة تنتظر قراراً إدارياً. يرى مراقبون أن معالجة هذه الأزمة لا تستدعي "معجزات"، بل تتطلب إجراءات تقنية وإدارية بديهية طالما طالب بها الخبراء لسنوات، ومن أبرزها:
الخلاصة: أزمة أعمق من مجرد تغيير أسماء
إن الأزمة الحالية في إدارة شركة "محروقات" تتجاوز مجرد تغيير مدير أو استبدال مسؤول بآخر؛ إنها في جوهرها أزمة "إرادة" وغياب استراتيجية وطنية واضحة لحماية ما تبقى من موارد البلاد. يجب على الشركة السورية للبترول أن تدرك أن "محروقات" تمثل واجهتها الحقيقية أمام المواطن، وأن كل ليتر مازوت يُهدر يمثل طعنة في جدار الثقة وفشلاً لا يمكن إخفاؤه ببريق الاتفاقيات الدولية. إن استمرار هذا النزيف ليس مجرد خلل إداري، بل هو تفريط مباشر بلقمة عيش السوريين وثروتهم السيادية، وصمت الجهات المعنية عنه لم يعد مقبولاً أو مبرراً.
المصدر: زمان الوصل
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي