كتاب "خط أحمر في الرمال": تحليل معمق لانهيار الردع وتصاعد النزاعات العالمية


هذا الخبر بعنوان "“خط أحمر في الرمال”.. بانوراما النزاعات المعاصرة" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٠ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
يتتبع كتاب "خط أحمر في الرمال، الدبلوماسية والاستراتيجية والحروب المحتملة"، وهو ترجمة لعمل ديفيد أ. أندلمان، تاريخ "الخطوط الحمر" في السياسة العالمية. يستعرض الكتاب كيف تشكلت هذه الخطوط وتحولت في لحظات الصراع والتفاوض، مقدماً بانوراما واسعة للنزاعات المعاصرة والحدود التي رسمت مساراتها. يتناول أندلمان مفهوم الخط الأحمر كأداة ردع غير مكتوبة تحكم علاقة الدول ببعضها، ويرى أن العقود الأخيرة شهدت انهياراً واسعاً لهذه الحدود، ما جعل العالم أكثر عرضة لاضطرابات متتالية.
يعرض الكتاب أمثلة على هذا الانهيار في الشرق الأوسط من خلال تحولات الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، والدور المتوسع لإيران عبر حلفائها في سوريا والعراق ولبنان، وتأثير الحرب في اليمن على الأمن البحري العالمي وسلاسل التجارة. ويرى الكاتب أن الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل نقطة تحول أخلّت بتوازن الحدود التي استقرت بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ودفعت إلى تشكل محاور جديدة تجمع روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، مع صعود تيارات يمينية تزيد من تعقيد المشهد.
يمتد تحليل الكتاب إلى آسيا، حيث تتقدم الصين في فرض خطوط نفوذها في بحر الصين الجنوبي، وتواصل الضغط على تايوان، بينما تبقى شبه الجزيرة الكورية بؤرة توتر مفتوحة. كما يسجل عودة خطوط تاريخية مثل "دوراند" في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي. وتبدو الصورة أشد تعقيداً في إفريقيا، بالرغم من ثبات الحدود، إذ تعيش القارة موجة انقلابات منذ عام 2020، وصعود قوى مسلحة ونفوذ روسي متزايد، إلى جانب أزمة السودان الممتدة. ويتطرق الكتاب لرسو غواصات روسية نووية في هافانا عام 2024، في إشارة إلى تحدٍّ جديد للنفوذ الأمريكي، بالتوازي مع توترات حدودية بين فنزويلا وغويانا.
يعرض الكتاب أيضاً تأثير جائحة "كورونا"، بوصفها لحظة اهتزت فيها الحدود السياسية والصحية والاقتصادية. يعيد أندلمان مقارنة "الصدمة الوبائية" بتجارب الإنفلونزا الإسبانية، ويتتبع تداعياتها على أوروبا التي أعادت مؤقتاً حدوداً تجاوزتها بمشروع "شنغن"، وعلى الشرق الأوسط حيث تفاقمت الأزمات في إيران والعراق وسوريا والسعودية رغم تفشي المرض. وفي روسيا، يكشف الكتاب توازناً هشاً بين رغبة بوتين في الحفاظ على حضوره الدولي وتراجع قدرته على إدارة الأزمة داخلياً، في حين استغلت الصين الانشغال العالمي لتوسيع حضورها البحري، بينما عانت قارة آسيا اقتصادياً من أسوأ ركود منذ عقود، وفي إفريقيا، أظهرت الجائحة هشاشة البنى الصحية وعمقت المخاوف من موجة جديدة لولا انخفاض الإصابات نسبياً بعد أشهر.
يربط أندلمان في كتابه مصير البشرية بقدرتها على إعادة رسم خطوط حمر جديدة قائمة على التعاون بدل الصراع. ويرى أن الأزمات المتلاحقة، من الحروب إلى الأوبئة، تكشف هشاشة النظام الدولي، لكنها تتيح أيضاً فرصة لإعادة بناء منظومة أكثر توازناً إذا توفرت الإرادة السياسية والوعي الجماعي بالمخاطر المشتركة.
يذكر أن مؤلف الكتاب، ديفيد أ. أندلمان، تخرج في جامعتي "هارفرد" و"كولومبيا". عمل مراسلاً في صحيفة "نيويورك تايمز" ومديراً تنفيذياً لمشروع "الخطوط الحمر". كما شغل منصب رئيس تحرير وناشر في مجلة "World Policy Journal"، ورئيس تحرير تنفيذي في مجلة "Forbes"، ومحرر أخبار في وكالة "بلومبرغ". من مؤلفاته البارزة: "صانعو السلام"، "الحرب العالمية الرابعة"، و"سلام محطم".
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة