برد قارس ومساعدات متوقفة: مخيم السكة بالرقة يواجه شتاءً قاسياً بلا مقومات


هذا الخبر بعنوان "الرقة: برد قاسٍ يفاقم معاناة مخيم السكة" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٠ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع في مخيم السكة، الواقع قرب قرية السلحبية في ريف الرقة الغربي، مع حلول فصل الشتاء القاسي. تعاني عشرات العائلات النازحة من نقص حاد في الخدمات الأساسية وغياب شبه كامل لوسائل التدفئة، مما يضاعف من معاناتهم اليومية.
يضم المخيم حوالي 30 عائلة، معظمهم من نازحي ريف حمص، الذين لم يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم الأصلية بسبب الدمار الواسع وانعدام مقومات الحياة. يضاف إلى ذلك غياب فرص العمل ومصادر الدخل، مما فاقم من حالة الفقر والحرمان التي يعيشونها، وفقاً لشهادات الأهالي.
مع اشتداد البرد، يضطر سكان المخيم إلى الاعتماد على مخلفات الأغنام كوسيلة بدائية للتدفئة، نظراً لعدم حصولهم على مازوت التدفئة. وفي حديثها لـ سوريا 24، قالت رقية العيد، إحدى نساء المخيم: "لا يوجد لدينا مازوت أو أي مصدر تدفئة سوى هذه المخلفات التي نحصل عليها بصعوبة، والبرد يشتد يومًا بعد يوم، والأطفال وكبار السن يعانون من أمراض الشتاء، وفي ظل هذه الظروف أصبح البرد عدونا الأول". وأضافت أن المخيم بحاجة ماسة إلى دعم حقيقي، خاصة مع قسوة الشتاء هذا العام وعدم استعداد العائلات لمواجهته.
لا تقل الأوضاع الصحية سوءًا عن الظروف المعيشية، حيث يفتقر المخيم إلى أي نقطة طبية تقدم الرعاية الأساسية أو الإسعافات الأولية. وأكد كمال العبو، أحد سكان المخيم، لـ سوريا 24 أن "المعاناة تتضاعف مع انتشار الأمراض الشتوية وموجة الإنفلونزا بين الأطفال، في ظل غياب أي مركز طبي داخل المخيم أو في المخيمات القريبة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف العلاج بشكل يفوق قدرة الأهالي". وأشار إلى أن المرض أصبح في بعض الأحيان أخطر من البرد نفسه.
من جانبه، تحدث محمود الرايج، وهو نازح يقيم في المخيم مع أسرته، لـ سوريا 24 عن التدهور الاقتصادي وتوقف المساعدات الإنسانية، موضحاً أن توقف الدعم وانعدام فرص العمل جعل المستقبل غامضًا، خصوصًا مع اقتراب ذروة الشتاء. وأضاف: "لا نعرف كيف سنواجه هذا الشتاء القاسي دون موارد، وكل ما نريده هو تقديم ولو القليل من المساعدات وفتح فرص عمل تساعدنا على تأمين احتياجاتنا الأساسية". وأكد الرايج عزمه العودة إلى قريته سوحا في ريف حماة بعد انتهاء فصل الشتاء، معتبراً أن العودة إلى أرضه، حتى في ظروف صعبة، تبقى خيارًا أفضل من الاستمرار في المعاناة داخل المخيم.
تعكس الأوضاع في مخيم السكة مأساة إنسانية مستمرة، في ظل تراجع الدعم وغياب الاستجابة الكافية من الجهات المعنية. ومع الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، تزداد الحاجة الملحّة لتوفير مستلزمات التدفئة والرعاية الصحية، والتدخل العاجل للتخفيف من معاناة العائلات التي تواجه شتاءً قاسيًا بإمكانات شبه معدومة.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي