اللغة الإيجابية: مفتاح لتعزيز قيمة ذوي الإعاقة ودعم دمجهم المجتمعي


هذا الخبر بعنوان "المصطلحات الإيجابية مع ذوي الإعاقة … تعزز مفهوم الدعم الاجتماعي وتمنحهم شعوراً بالقيمة الإنسانية لذاوتهم" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٠ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
غالباً ما يتم مخاطبة أو الحديث عن ذوي الإعاقة بأسلوب قد يكون فجاً وغير لائق، دون إدراك أن المصطلحات المستخدمة تؤثر بشكل إيجابي في نظرة المجتمع إليهم، وتحثه على رؤيتهم كجزء طبيعي من النسيج الاجتماعي. فاللغة الإيجابية تقلل المسافات بينهم وبين الآخرين، وتحد من الصور النمطية التي تربط الإعاقة بالضعف أو العجز.
تؤكد ناريمان خير الله، التي تعمل في جمعية خيرية، أن تغيير المصطلحات يؤدي إلى تغيير الوعي. فالمجتمع الذي يتبنى لغة تحترم ذوي الإعاقة يصبح أكثر استعداداً لقبولهم في المدارس وسوق العمل، ويعتمد عليهم في بعض المهن التي يتقنونها. وتوضح أن اللغة الإيجابية والمصطلحات اللطيفة تسهم في تعزيز مفهوم الدمج المجتمعي وتوفر فرصاً عادلة لهم.
من جانبها، تبين سراب مهرة (معلمة صف) أن التوجيه يبدأ من الأهل في المنزل، لتنبيه أبنائهم، خاصة المراهقين والأطفال، لضرورة استخدام لغة مناسبة وألفاظ مهذبة عند الحديث مع أشخاص من ذوي الإعاقة. ويجب توضيح أن الاختلافات الجسدية أو الحسية أو العقلية هي جزء طبيعي من التنوع الإنساني. كما تنوه إلى أن على المعلمين في المدارس تقديم نماذج إيجابية من خلال الكتب والقصص، لأن ذلك يسهم في تعزيز فهم الطلاب واحترامهم للآخرين.
يوضح اختصاصي التربية الخاصة، شحادة زغريني، خلال حديثه لصحيفة الحرية، أن وصف «ذوي الإعاقة» لا يعني وجود نقص في شخصية الإنسان أو قيمته، إنما يشير إلى وجود ما يعوقه في تنفيذ مهامه وأعماله وأهدافه. ويشير إلى أن مصطلح «ذوي الإعاقة» هو المعتمد عالمياً، ويستخدم في الاتفاقيات الدولية المعنية بشؤونهم، ولا يوجد ذكر لمصطلح «احتياجات خاصة»، الذي لا يعبر تماماً عن المعنى المقصود. ويرى زغريني أن المشكلة ليست في التسمية بقدر ما هي في الفعل والعمل وإعطاء الحقوق لهذه الفئة من المجتمع ودمجها، مضيفاً: «لا نريد الاختلاف على الشكل بإهمال المضمون».
عند سؤاله عن التحديات التي تواجه الأطفال ذوي الإعاقة، أجاب زغريني بأن من أبرزها معاناة الكثير من العائلات من ارتفاع أسعار بعض المراكز الخاصة التي تعمل في تعليم وتدريب ذوي الإعاقة، مما يمثل عائقاً كبيراً أمامهم. فضلاً عن بعض التحديات الاجتماعية مثل خجل بعض العائلات من وجود ابن أو ابنة معاقة ضمن الأسرة. لذلك، لا بد من تعزيز وعي الجمهور بكافة شرائحه بمواهب وقدرات ذوي الإعاقة، وإظهار النماذج الناجحة للجمهور، والاستماع إلى رحلة صعودهم ونجاحهم، لإبراز مدى قدرتهم على تجاوز التحديات. ويجب علينا كأفراد أن نساعدهم بمزيد من الوعي والتعاطف والتثقيف.
ختم زغريني حديثه بالتأكيد على احترام المصطلحات التي يفضلها الشخص نفسه، لأن ذلك يعكس أعلى درجات الإنسانية والاحترام. فنفسياً، عندما نستخدم لغة إيجابية لوصف ذوي الإعاقة، فإنها تمنح الفرد شعوراً بالقيمة الإنسانية لذاته.
منوعات
منوعات
منوعات
منوعات