تل شهاب: موقع أثري ساحر يكشف عن حضارات حوران العريقة وتاريخها الممتد


هذا الخبر بعنوان "تل شهاب يوثق لأعرق حضارات حوران" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٠ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أفاد وليد الزعبي بأن تل شهاب، الذي يُعد شاهداً على أعرق الحضارات التي تعاقبت على حوران، يتوضع على سفح وادي اليرموك شمال قرية تحمل اسمه في الريف الغربي الجنوبي لمحافظة درعا. يتميز الموقع بإطلالة طبيعية خلابة على الوادي، آسرة للأبصار.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد خير نصر الله، رئيس دائرة آثار درعا، أن تل شهاب مسجل رسمياً لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف بموجب القرار رقم 142/آ بتاريخ 21/10/1968م. يتميز التل بشكله شبه المستطيل وتحصينه الطبيعي بوادٍ سحيق يصل عمقه إلى حوالي 250 متراً من ثلاث جهات: الشرق والشمال والغرب، بينما يتصل بالأرض المجاورة من ضلعه الجنوبي.
وأضاف رئيس الدائرة في تصريح لـ"الحرية" أن الأسوار المدرّجة تظهر بوضوح على طول الضلع الجنوبي للتل، وهي أسوار تعود نماذجها إلى الفترة الكنعانية. كما تم إنشاء خط حديدي باتجاه فلسطين على حافته الجنوبية خلال الفترة العثمانية بين عامي 1903 و1908م. ويُعد المدخل الوحيد للتل من ضلعه الجنوبي عبر جسر صغير فوق الخط الحديدي المذكور، ومن ثم عبر طريق معبد يمر من الثلث الشرقي للضلع الجنوبي ويستمر حتى نهاية التل. ويبلغ أعلى مستوى للتل مقابل الأسوار من الجهة الجنوبية حوالي 15 متراً.
وتشير الروايات إلى وجود أطلال مدينة (قانو) الكنعانية في الموقع، بالإضافة إلى أطلال لمدينة إغريقية تُدعى (رافانا). كما تنتشر في التل، وفقاً لما أوضحه رئيس دائرة الآثار، العديد من الكهوف والمغارات الأثرية التي تعود لإنسان العصور الحجرية والبرونزية. وقد كشفت التنقيبات في السنوات الأخيرة عن مجموعة من المدافن التي احتوت على فخاريات من الفترة الكنعانية. ولا يزال الموقع يزخر بعشرات القطع والكسر الأثرية والحجرية والصوانية التي تؤكد قدم الاستيطان البشري ووجود حضارة عريقة فيه منذ العصر الحجري الحديث، أي حوالي الألف الثامن قبل الميلاد.
ولفت رئيس الدائرة إلى إمكانية إجراء تنقيبات أثرية مستقبلية للكشف عن سويات الاستيطان البشري في الموقع، مما سيوفر فكرة أوضح عن الحضارات المتعاقبة عليه. كما يمكن دراسة إمكانية ربط هذا الموقع الأثري بمواقع مماثلة في المنطقة الواقعة على سفوح وادي اليرموك في كل من سوريا والأردن.
جدير بالذكر أن شلالات تل شهاب، الواقعة على سفح وادي اليرموك، كانت في العقود الماضية من أبرز المناطق السياحية في حوران ومقصداً للتنزه والاستمتاع بجمال الطبيعة من داخل وخارج حوران. إلا أن بريقها خبا مع تفاقم حالة الجفاف وتراجع الأمطار والوارد المائي، على أمل أن تتعزز الموارد المائية مستقبلاً وتعود شلالات تل شهاب إلى سابق عهدها كوجهة رئيسة للسياحة الشعبية.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي