إبداع وتمكين: سيدات وشابات سوريات يحوّلن الحرف اليدوية إلى مشاريع اقتصادية مستدامة


هذا الخبر بعنوان "سيدات وشابات سوريات يحوّلن الحرف اليدوية إلى مشاريع منتجة" نشر أولاً على موقع sana.sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في خطوة تعكس الإصرار والإبداع، نجحت سيدات وشابات سوريات في دمشق بتحويل شغفهن بالحرف اليدوية إلى مشاريع صغيرة ومبتكرة. لم تقتصر هذه المبادرات على توفير فرص عمل ذاتية ومصدر دخل مستدام في ظل التحديات المعيشية، بل تعدتها لتكون مساحة للتعبير الفني وتعزيز الثقة بالنفس، مؤكدةً على دور المرأة الفاعل في التنمية المجتمعية من خلال منتجات تحمل بصمتهن الخاصة وتجسد الأصالة والابتكار.
برزت في هذا السياق حرف يدوية متنوعة لاقت رواجاً كبيراً، منها صناعة الريزين والشموع وصابون الورد. تتميز هذه المنتجات بلمستها الجمالية وجودتها الحرفية العالية، وتتنوع استخداماتها لتشمل الزينة والهدايا والعناية الشخصية.
حوّلت الطالبة حلا الأمير، التي تدرس في الصف الثاني الثانوي، شغفها بصناعة الريزين إلى مشروع صغير ينبض بالإبداع ويشكل مصدر دخل شخصي لها. تروي حلا لمراسلة سانا قائلة: "بدأت هذه الرحلة بعد الشهادة الإعدادية، حيث ألهمتني الهدايا التي تلقيتها للمباشرة بالمشروع، وخضعت لدورات تدريبية متنوعة أونلاين وبشكل شخصي لتطوير مهاراتي."
تضيف حلا أنها تعمل من المنزل وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتها، مع تصميم فيديوهات توضح خطوات العمل. كما تستغل المناسبات الاجتماعية كأعياد الميلاد والنجاح لتقديم تصاميم مبتكرة وجذابة. وتؤكد حلا أن مشاركتها في البازارات المحلية تمنح الجمهور فرصة التعرف على أعمالها عن قرب، مشيرةً إلى أنها شاركت مؤخراً في بازار الميلاد بكنيسة اللاتين بدمشق، وأن رؤية المنتج على أرض الواقع تترك أثراً أقوى من الصور على الإنترنت. وتشمل مجموعتها تصاميم متنوعة من الريزين، مثل تحف وأحرف وقطع ديكور مستوحاة من المناسبات، موضحةً أن سر نجاح مشروعها يكمن في التركيز على الإبداع والتفرد في كل تصميم.
واجهت إيناس مكاوي، وهي أم لأربعة أبناء، تحديات الحياة اليومية وصعوباتها بعد وفاة زوجها بطريقة مبتكرة. اختارت إيناس تعلم صناعة الريزين والشموع وصابون الورد، مستفيدةً من خبرتها السابقة في تصميم الورود، ومستخدمةً عطورات خاصة تضيف لمسة فريدة لمنتجاتها.
قالت إيناس: "بدأت بمشاريع بسيطة، واعتمدت على القوالب الجبسية لتثبيت الورود، وشجعني أبنائي على العمل والإنتاج، كما أنهم يساعدونني في التسويق وتصوير القطع المميزة." وتعتمد إيناس في التسويق أيضاً على المشاركة في المعارض والبازارات، وكان آخرها معرض روح الشام في خان أسعد باشا، متمنيةً أن يؤمن مشروعها دخلاً ثابتاً يساعدها في تلبية احتياجات أسرتها.
بدأت الشابة شوقات حاج حسن، خريجة كلية الفنون، قبل عام تجربتها في مشاريع صغيرة بالريزين، مثل الأحرف والتحف، قبل أن توسع نشاطها ليشمل الشمع. أوضحت شوقات أن اختيار الريزين جاء بسبب تكلفته البسيطة، حيث كانت كلفة مشروعها الأولي نحو 300 ألف ليرة سورية.
وتقول شوقات: "أسعى لتوسيع مشروعي ليشمل عدة حرف، وأشارك بانتظام في المعارض مثل معرض يبرود ومهرجان العسل الذي أقيم مؤخراً في ملعب تشرين، وأعتمد على التسويق عبر الإنترنت." وتؤكد شوقات أن دراسة السوق وطلباته قبل البدء بأي عمل هما أساس نجاح أي مشروع.
تثبت هذه التجارب الملهمة أن العمل بالريزين والشموع وصابون الورد لم يعد مجرد هوايات، بل تحول إلى مشاريع صغيرة منتجة توفر فرص عمل قيّمة للسيدات والشابات في سوريا.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سياسة