«ضحكتكم حياة»: مبادرة مجتمعية في دمشق لدعم ودمج الأطفال ذوي الإعاقة

في إطار جهود تعزيز الاندماج المجتمعي ودعم الفئات الخاصة، نظمت مؤسسة «جيلنا» في دمشق فعالية «ضحكتكم حياة»، التي استضافها مقر جمعية الرجاء. خُصصت هذه المبادرة للأطفال من ذوي الإعاقة، بهدف تنمية قدراتهم النفسية والاجتماعية، وتسهيل اندماجهم في المجتمع من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والتفاعلية المليئة بالفرح والابتسامة.

تأتي هذه الفعالية ضمن فعاليات اليوم العالمي لذوي الإعاقة، مؤكدةً على الضرورة الملحة لتوفير بيئة مساندة تراعي الاحتياجات الخاصة للأطفال ذوي الإعاقة. تهدف المبادرة إلى صقل مهاراتهم المتنوعة، وتوفير مساحة آمنة لهم للتعبير عن ذواتهم ومشاركة أقرانهم لحظات البهجة، مما يعكس روح التكافل الاجتماعي ويُعزز قيم التضامن الإنساني.

وفي تصريح لمراسلة سانا، أشار نجيب حاج بكري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «جيلنا»، إلى أن هذه المبادرة حظيت برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وشهدت مشاركة فاعلة من عدة شركات تابعة للقطاع الخاص. وأوضح حاج بكري أن الهدف الأساسي هو دعم الأطفال ذوي الإعاقة وتمكينهم من الاندماج الفعال في المجتمع، مؤكداً أن دمج هذه الفئة في الحياة العامة، وتعزيز استقلاليتها، وتحسين جودة حياتها، يُعد مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كافة أفراد ومؤسسات المجتمع.

كما أثنى حاج بكري على الجهود المضنية التي بذلتها إدارة ومشرفات جمعية الرجاء، والتي كان لها دور محوري في إنجاح الفعالية، معرباً عن تقديره العميق لإخلاصهن وخبرتهن في التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة وتأهيلهم. ولم يغفل الإشادة بالدور الإيجابي للشركات الداعمة، مشيداً بما قدمته من دعم يجسد مفهوم الشراكة المجتمعية الحقيقية.

من جانبهم، أكد ممثلو الشركات الراعية أن مشاركتهم في هذه المبادرة تنبع من إيمانهم بمسؤوليتهم الاجتماعية وحرصهم على دعم المبادرات الإنسانية، خصوصاً تلك الموجهة للأطفال ذوي الإعاقة. وشددوا على أهمية دمج هؤلاء الأطفال في مختلف الفعاليات ومشاركتهم مشاعر الفرح والسعادة، الأمر الذي يسهم بشكل فعال في تعزيز قيم التماسك المجتمعي.

بدورهم، أعرب عدد من أهالي الأطفال ذوي الإعاقة عن بالغ امتنانهم للجهود المبذولة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والجمعيات والمؤسسات المعنية، في توفير الدعم النفسي لأبنائهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، ومساعدتهم على الاندماج الاجتماعي. وأكد الأهالي أن مثل هذه المبادرات تترك بصمة إيجابية واضحة وعميقة في نفوس الأطفال وعائلاتهم.

تجدر الإشارة إلى أن اليوم العالمي لذوي الإعاقة يُصادف الثالث من كانون الأول من كل عام، وهو يوم عالمي أقرته الأمم المتحدة بهدف تعزيز حقوق هذه الفئة وضمان دمجها الكامل في نسيج المجتمع.