تصاعد العمليات الأمنية لـ"قسد" والتحالف الدولي في دير الزور: قتلى مدنيون وانتهاكات واعتقالات متضاربة

شنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بالتعاون مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، عدة عمليات أمنية في ريف دير الزور الشرقي والغربي خلال شهر كانون الأول، أسفرت عن سقوط قتلى مدنيين واعتقال آخرين، بالإضافة إلى تسجيل انتهاكات.

عملية أمنية في بلدة ذيبان تسفر عن قتلى واعتقالات

فجر الأحد، 21 من كانون الأول، نفذت "قسد" عملية أمنية في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، بالتعاون مع التحالف الدولي. أفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن العملية أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين إثر إطلاق النار عليهم، واعتقال ستة آخرين. وأكد المراسل أن جميع المعتقلين مدنيون ولا ينتمون لأي تنظيم أو فصيل.

بدأت العملية في الساعة الواحدة فجرًا وسط طوق أمني مكثف، وشملت مداهمة وتفتيش عدة منازل في البلدة. رافق العملية تحليق طيران حربي أمريكي في سماء بادية الميادين. كما دخل رتل عسكري أمريكي بلدة الشحيل بالريف الشرقي مساء السبت 20 من كانون الأول، وخرج صباح الأحد، ولم يتم التحقق من سبب دخوله حتى تحرير المادة.

حملة اعتقالات سابقة في قرية موزان

في 16 من كانون الأول، نفذت "قسد" حملة اعتقالات في قرية موزان التابعة لمدينة السوسة شرق دير الزور. جاءت الحملة إثر هجوم من ذوي طالب في إحدى مدارس القرية بعد تعرضه للضرب على يد معلمه، مما أدى إلى الاعتداء على المعلم وإغلاق المدرسة. وبعد شكوى من عدد من أهالي القرية ضد منفذي الهجوم، اعتقلت "قسد" المهاجمين.

من بين المعتقلين الذين عرفهم مراسل عنب بلدي: فهد محسن الفهد، أحمد السعد الفهد، حمد صالح الفهد، أشرف صالح الفهد، عبود الحامد الفهد، صالح مسير العبدوش، نادر مخلف السليمان، مساهر حميدي الفهد (11 عامًا)، وعلي المحسن البقه، سليم محسن البقه، وياسر محمد الفهد. وأكد المراسل اعتقال أطفال آخرين بسبب تورطهم في الهجوم. رافقت الحملة انتهاكات تمثلت بكسر أبواب المنازل، وسرقة الهواتف المحمولة من أصحاب البيوت، كما سجلت سرقة مبالغ مالية.

عملية مع التحالف الدولي في حوائج بومصعة

بتاريخ 7 من كانون الأول الحالي، نفذت فرق العمليات العسكرية (TOL) التابعة لـ"قسد"، وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، عملية أمنية في بلدة حوائج بومصعة بريف دير الزور الغربي.

نشرت "قسد" بيانًا رسميًا عبر معرفاتها في 9 من كانون الأول، ذكرت فيه أن العملية أسفرت عن القبض على الأمير العسكري لتنظيم "الدولة" الملقب بـ"أبو زبير/سماك" واثنين من أفراد خليته. في المقابل، أفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور حينها أن العملية تضمنت حملة مداهمات واعتقالات لعدة مدنيين من أبناء البلدة، وهم: أسامه أحمد الخلف، وساهر أحمد الخلف، وإبراهيم الصالح المحيمد، وإبراهيم العبد الأحمد، مؤكدًا أنهم مدنيون ولا ينتمون لأي جهة أو لتنظيم "الدولة"، خلافًا لما تبنته "قسد" في بيانها.

بدورها، اعتبرت "قسد" أن العملية جاءت بعد متابعة دقيقة لتحركات المجموعة، التي وصفتها بأنها "من أخطر شبكات التنظيم" والمسؤولة عن معظم الهجمات "الإرهابية" ضد قواتها خلال الأشهر الماضية. وذكرت أنها صادرت خلال العملية أسلحة وذخائر ومتفجرات جاهزة للاستخدام، "ما أحبط مخططًا كان يستعد لتنفيذه". كما كشفت أنها ضبطت بحوزة المعتقل وخليته أدلة، بما فيها الهواتف والمقاطع المصورة، تثبت تورطهم المباشر في التخطيط والتنفيذ والإشراف على الهجمات، مع تسجيلات توثق إصدار الأوامر وتحريك عناصر الخلية، إلى جانب إدارتهم لعمليات الاستطلاع والمراقبة.