تصعيد ديمقراطي ضد إدارة ترامب: اتهامات بالتعتيم على وثائق إبستين وتشويه الأدلة


هذا الخبر بعنوان "تصعيد ديموقراطي ضد إدارة ترامب لمحاولتها التعتيم على وثائق إبستين من خلال الاكتفاء بنشر جزء لا غير من ملفّات التحقيق وتمويه الصور وتنقيح النصوص في أغلب الأحيان" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
صعّدت المعارضة الأميركية، ممثلة بشخصيات من الحزب الديمقراطي، حملتها ضد طريقة تعامل الحكومة الأميركية مع ملف المجرم الجنسي جيفري إبستين. واتهم الديمقراطيون الرئيس دونالد ترامب بالسعي إلى طمس القضية عبر الاكتفاء بنشر جزء من ملفات التحقيق، مع تمويه الصور وتنقيح النصوص في أغلب الأحيان.
وفي هذا السياق، صرّح النائب الديمقراطي جايمي راسكين لمحطة "سي إن إن" التلفزيونية بأن "كل ذلك يهدف إلى إخفاء أمور لا يريد دونالد ترامب لسبب أو لآخر كشفها، سواء أكانت تتعلق به شخصيًا أو بأفراد آخرين من عائلته أو بأصدقائه أو بجيفري إبستين أو بمجرد الدائرة التي خالطها لمدة لا تقل عن عقد من الزمن". ويُعرف إبستين بعلاقاته الواسعة مع كبار رجال الأعمال والمشاهير، بمن فيهم ترامب وسلفه الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون (1993-2001). وكان الرئيس ترامب صديقًا مقربًا لإبستين، حيث كانا يترددان على الأوساط الاجتماعية ذاتها في بالم بيتش ونيويورك خلال التسعينات، وكانا يظهران معًا في الحفلات لسنوات، قبل أن يقطع ترامب علاقته بإبستين بسنوات من توقيفه في عام 2019، ولم يُتهم بارتكاب أي مخالفات في القضية.
بدأت وزارة العدل يوم الجمعة بنشر آلاف الصور ومقاطع الفيديو والنصوص المرتبطة بالتحقيق في قضية الممول الثري الذي وُجد ميتًا في زنزانة بأحد سجون نيويورك في عام 2019. ومع ذلك، لم يتم نشر كل شيء قبل منتصف ليل الجمعة كما هو منصوص عليه بموجب قانون الشفافية. وقد خضعت العديد من الملفات للتنقيح، مثل وثيقة مرتبطة بمحكمة نيويورك تم حجبها بالكامل. وتضمنت المجموعة الضخمة من الوثائق سبع صفحات تحتوي على أسماء 254 "مدلكة" تم حجبها بالكامل بحجة "حماية معلومات ضحية محتملة".
من جانبه، كتب النائب الديمقراطي رو خانا في منشور على منصة إكس: "تستمر وزارة العدل الأميركية في التستر على رجال نافذين اعتدوا على فتيات صغيرات أو اغتصبوهن أو شاركوا في حفلات حيث تمّ استعراض هؤلاء الفتيات الصغيرات وإساءة معاملتهن". وتكررت هذه الانتقادات على لسان كل من النائب الجمهوري توماس ماسي والنائبة اليمينية المتطرفة مارجوري تايلور غرين، التي كانت حليفة لترامب وانفصلت عنه بسبب افتقاره للشفافية في هذه القضية. وقالت غرين في منشور على منصة إكس: "ليس الهدف حماية الأشخاص الذين يتمتعون بنفوذ سياسي". أما زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، فقد شدّد عبر محطة "إيه بي سي" على أن "ضحايا هذا العذاب يستحقون شفافية كاملة وتامة"، داعيًا إلى فتح تحقيق في شأن احتمال وجود تقصير من جانب الإدارة.
في المقابل، رفضت وزارة العدل هذه الانتقادات. وقال نائب وزير العدل تود بلانش في حديث لشبكة "إيه بي سي": "لا توجد نية لحجب أي شيء لمجرد أنّه يتضمن أسماء دونالد ترامب أو شخص آخر مثل بيل كلينتون". غير أنّ وسائل إعلام أشارت إلى أنه تم حذف 12 صورة على الأقل من الملف بعد نشرها لفترة وجيزة.
أعربت الضحايا عن خيبة أمل كبيرة، حيث قالت مارينا لاسيردا، وهي إحدى الضحايا البالغ عددهن نحو ألف: "نشعر بخيبة أمل كبيرة". وتساءلت لاسيردا عبر "سي إن إن": "لماذا لا نستطيع بكل بساطة الكشف عن الأسماء التي يجب الكشف عنها؟"، معربة عن أسفها لإخفاء هوية العديد من الأفراد المذكورين في هذا الملف. كما ذكرت جيس مايكلز، وهي ضحية أخرى مفترضة لإبستين، لشبكة "سي إن إن" أنها لم تتمكن من العثور على أي سجل للإفادات التي أدلت بها للشرطة الفدرالية.
كذلك، أعربت المعارضة الديمقراطية عن قلقها إزاء إزالة إحدى الصور النادرة للرئيس دونالد ترامب بعدما نُشرت الجمعة. وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر: "إذا قاموا بإخفاء هذه المعلومات، تخيّلوا ما يحاولون إخفاءه… قد تكون هذه إحدى أكبر عمليات التستّر في التاريخ الأميركي". ولاحظت وكالة فرانس برس أن إطارًا تظهر فيه مجموعة صور مبعثرة على قطعة أثاث وداخل دُرج، من بينها صورة للرئيس الحالي، لم يعد متاحًا يوم السبت.
من ناحية أخرى، تضمنت الوثائق العديد من الصور التي لم تُنشر من قبل، منها صورة تُظهر كلينتون مسترخيًا في حمام ساخن مع شخص مموه الوجه، وسرعان ما شارك مقربون من ترامب هذه الصورة. وظهرت في الصور شخصيات أخرى من عالم السياسة والأعمال والسينما والموسيقى، ومن بين المشاهير المعنيين مايكل جاكسون وديانا روس وميك جاغر، جميعهم إلى جانب كلينتون.
تورّط العديد من المشاهير الأميركيين والأجانب في قضية إبستين، التي تم الكشف عنها في عام 2019، من بينهم أندرو شقيق الملك تشارلز الثالث، الذي وجهت إحدى الضحايا اتهامات إليه، لكنه يشدد على براءته. ويوم الجمعة، نُشرت صور لم يسبق رؤيتها لغلين ماكسويل، شريكة إبستين السابقة، مستلقية مع الأمير السابق أندرو على أقدام خمسة أشخاص. وتقضي ماكسويل البالغة 63 عامًا عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة استقطاب فتيات قاصرات لصالح إبستين. ورغم أن وفاته اعتُبرت انتحارًا، إلا أنها لا تزال تغذي عددًا كبيرًا من نظريات المؤامرة التي تقول إنه قُتل لمنعه من توريط النخب.
بعدما تعهد خلال حملته الانتخابية بنشر الملف بكامله، تراجع دونالد ترامب (79 عامًا) عن موقفه، واصفًا الأمر بأنه "خدعة" دبرها الديمقراطيون. لكنه في النهاية رضخ لضغوط الكونغرس وقاعدته الانتخابية ووقع قانون الشفافية ليصبح نافذًا في تشرين الثاني/نوفمبر.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة