كفردلبة بريف اللاذقية: ملحمة صمود وعودة للحياة بعد سنوات من التهجير القسري


هذا الخبر بعنوان "كفردلبة في ريف اللاذقية.. من التهجير الكامل إلى رمز صمود وعودة الحياة" نشر أولاً على موقع sana.sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تختزل قرية كفردلبة، الواقعة في ريف اللاذقية، قصة أربعة عشر عاماً من النضال والمعاناة المريرة. كانت هذه القرية من أوائل قرى جبل الأكراد التي شهدت تهجيراً كاملاً لسكانها، لتتحول لاحقاً إلى خط دفاع أمامي ومنارة للصمود. واليوم، تفتح كفردلبة صفحة جديدة من الأمل مع عودة أبنائها إليها، وتتواصل الجهود الحثيثة لاستعادة الحياة الطبيعية فيها.
وفي هذا السياق، أوضح سمير شامدين، القائد السابق لمحور كفردلبة، لمراسل سانا، أن القرية كانت الهدف الأول لقصف النظام البائد في بداية الثورة. هذا القصف العنيف أدى إلى إخلائها بالكامل من المدنيين، بينما تحولت قلعتها التاريخية إلى متراس دفاعي حصين تحصن فيه المقاتلون.
وأضاف شامدين أن القرية صمدت ببسالة حتى عام 2015، عندما شن النظام البائد هجوماً واسعاً بدعم روسي وإيراني. اضطر المقاتلون على إثره للتراجع إلى القلعة، متخذين منها حصناً دفاعياً استمر قرابة شهرين تحت وطأة القصف الجوي والمدفعي المكثف، فضلاً عن حصار مطبق من أربع جهات. وأشار شامدين إلى أن كفردلبة مثّلت مفتاحاً عسكرياً استراتيجياً مهماً لجبل الأكراد على مدى خمس سنوات، وقدمت في سبيل ذلك عشرات الشهداء، بلغ عددهم نحو أربعين، من بينهم أفراد من عائلته.
من جانبه، أكد نادر محو، مختار القرية، أن كفردلبة كانت أولى قرى المنطقة التي تعرضت للتهجير بسبب القصف العنيف والبراميل المتفجرة. وأشاد محو بالصمود "الأسطوري" للقرية، والذي شارك فيه مقاتلون من داخلها وخارجها، دفاعاً عن موقعها الاستراتيجي الحيوي.
وأوضح محو أن سنوات التهجير كانت قاسية ومؤلمة، لكن بارقة الأمل بدأت بالظهور مع عودة الأهالي بعد تحرير القرية، وذلك رغم الدمار الهائل الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية. وأشار إلى أن القرية لا تزال تواجه صعوبات معيشية وخدمية جمة، إلا أن الأهم بالنسبة للأهالي هو تحرر الأرض وعودتهم إليها من جديد.
وتشهد القرية حالياً جهوداً محلية مكثفة لإعادة إعمارها وإحياء مظاهر الحياة فيها، وسط آمال كبيرة بإطلاق مشاريع خدمية وإغاثية من شأنها أن تدعم الاستقرار وتعوض سنوات التهجير الطويلة. وتجدر الإشارة إلى أن قرية كفردلبة تقع ضمن ناحية صلنفة في منطقة الحفة، وتبعد حوالي 50 كيلومتراً عن مدينة اللاذقية. يبلغ ارتفاع القرية عن سطح البحر 930 متراً، بينما ترتفع قلعتها التاريخية إلى 1028 متراً.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي