السويداء: إلغاء احتفالات الأعياد وتحويلها إلى وقفة حداد وتضامن مع ضحايا أحداث تموز الدامية

شهدت محافظة السويداء هذا العام أجواء أعياد مختلفة، حيث أعلنت مجموعة من الأماكن السياحية والمطاعم فيها عن إلغاء جميع فعاليات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية. جاء هذا القرار لتحويل ليلة رأس السنة إلى مناسبة للتعبير عن الحزن والتضامن مع الشهداء والجرحى من أبناء المحافظة.

وأكدت المطاعم في بيان لها، بحسب ما نقلته صفحة "السويداء برس" المحلية، أن هذا القرار يأتي "احتراماً لقيم الحياة والإنسانية ولروح العيش المشترك"، مشددة على أن الهدف منه هو تكريم دماء الشهداء وتضحياتهم. ودعت السكان إلى المشاركة في إشعال الشموع بساحة "الكرامة" ليلة رأس السنة، تعبيراً عن وحدة الموقف والوجدان تجاه ما حدث.

في خطوة سابقة ومماثلة، كانت كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية "الراعي الصالح" بالسويداء قد أعلنت عن إلغاء استقبال المعايدات والاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة، مكتفية بإقامة الصلوات. وأوضحت الكنيسة أن قرارها هذا يأتي "احتراماً لدماء الشهداء"، وذلك بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة في تموز/يوليو الماضي، داعية إلى السلام والمحبة.

تأتي هذه الأجواء الحزينة على غير العادة، فالمحافظات السورية تشهد عادةً في أواخر ديسمبر احتفالات واسعة بعيد الميلاد، تتضمن زيارات ومبادرات معايدة بين أبناء الطائفة المسيحية، مع زخارف وفعاليات عامة في الشوارع والمنازل. إلا أن السويداء تعيش تحت وطأة الحزن إثر موجة العنف التي ضربتها في تموز/يوليو الماضي، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى بين المدنيين، إلى جانب انتهاكات وصفها مراقبون بأنها "جرائم حرب"، شملت الاعتقالات والتهجير القسري وانتهاك حقوق السكان.