تأثير الإعلام على الشباب: تحديات الحاضر ودور الإعلام الوطني في بناء المستقبل


هذا الخبر بعنوان "الشباب وتأثره بالإعلام والدور القادم .." نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
لم يعد خفياً الدور المحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في تشكيل الرأي العام، ورسم الأنماط السلوكية للأفراد، والتأثير في عملية صنع القرار في عصرنا الحالي. يعود ذلك إلى التطور المذهل والسريع في أجهزة الإعلام ووسائل الاتصال المتنوعة، مما منح الإعلام إمكانيات وقدرات عالية التأثير لا يمكن لأحد تجاهلها.
في هذا المقال، يتناول سليمان خليل دور الإعلام في التأثير على شريحة الشباب، التي تُعد من أوسع الشرائح العمرية وأكثرها تأثراً بالإعلام ووسائل الاتصال الحديثة، إلى جانب الأطفال والمراهقين. هذه الشريحة تستدعي اهتماماً ورعاية خاصة، إذ تشكل بيئة الشباب والمراهقين أرضاً خصبة لاستقبال مختلف التأثيرات. لذا، ليس مستغرباً أن تكون غالبية البرامج الإعلامية موجهة نحو الأطفال والمراهقين والشباب، نظراً لسرعة تأثر هذه الفئات العمرية، ولكون الإعلام الحديث من أقوى الوسائل المؤثرة فيهم، بما يقدمه من إخراج جذاب، وثقافة صورة مؤثرة، ووسائل إغراء قوية.
تدفع هذه العوامل مجتمعة الشباب والمراهقين، فضلاً عن الأطفال، إلى الانجذاب باهتمام شديد نحو أجهزة الإعلام المختلفة. ومع التطور المتسارع في وسائل الاتصال والإعلام، أصبح بإمكان أي فرد منا الاطلاع على كل ما يجري في عالمنا الإنساني، وتُنقل إلينا الأحداث في نفس وقت وقوعها وعلى الهواء مباشرة. تشهد تكنولوجيا الإعلام والاتصالات ثورة حقيقية ومذهلة، مما سيزيد من تأثير وسائل الإعلام المتنوعة على الناس والحياة وكل شيء. وهذا يعني زيادة الفرص والإمكانات للحصول على المعرفة والعلم والترويح عن النفس، وفي الوقت نفسه، تزداد التحديات التي يفرضها الإعلام الفاسد على القيم الدينية والأخلاقية والمعنوية.
تتفاقم خطورة التحدي الإعلامي إذا أدركنا أننا ما زلنا مستهلكين ولسنا منتجين، مستقبلين ولسنا مرسلين، متأثرين ولسنا مؤثرين. لقد بات الإعلام، بفضل ما يمتلكه من وسائل تقنية متقدمة، وتكنولوجيا فائقة القدرة، وقدرات مالية ضخمة، مؤثراً عالمياً. وبات غالبية شبابنا يتأثرون بصورة ملحوظة بما يصدره الإعلام إلينا. لا يمكن مواجهة هذا التحدي الخطير إلا بنفس الوسائل والأدوات؛ فلا سبيل لمواجهة الإعلام إلا بإعلام محترف قوي ومؤثر، ولا يمكن التصدي لثقافة الصورة شديدة التأثير في الرأي العام العالمي إلا بالطريقة ذاتها، مع اختلاف المضمون والمحتوى.
هذا هو السبيل الصحيح لمواجهة تحديات الإعلام. وبدلاً من الحديث الدائم عن الغزو الإعلامي والثقافي الغربي، يجب علينا الاستفادة من الوسائل المتاحة لتقوية إعلامنا، ليصبح مؤثراً في مختلف شرائح المجتمع، وصوته مسموعاً في أرجاء العالم. يجب أن يقوم الإعلام بدوره في تثقيف الشباب وتنمية قدراتهم العلمية والثقافية، ونشر ثقافة الحوار والتواصل والنقد البناء، وبناء الوعي السياسي والاقتصادي، وتعميق الانتماء الوطني والقيم والأخلاق، ومحاربة الفساد والانحراف والانحطاط، وتنمية الثقة بالنفس. كما يجب أن ينسج رسالة نموذجية تصور نجاحات الشباب السوري، ويستثمر طاقاتهم وقدراتهم، ويجذبهم ليكونوا الركيزة الأساسية في أي عملية تنمية قادمة. والله الموفق. (أخبار سوريا الوطن-1)
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة