ريف حمص الشرقي: الألغام تواصل حصد الأرواح وتعرقل الحياة اليومية في السخنة


هذا الخبر بعنوان "الألغام: خطر دائم يطارد المدنيين في ريف حمص الشرقي" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تستمر منطقة السخنة بريف حمص الشرقي في مواجهة خطر الألغام الأرضية والقنابل العنقودية، وهي مخلفات تعود لسنوات الحرب، مما يفاقم معاناة السكان ويهدد سلامة المدنيين. تتزايد المطالبات بتكثيف جهود الإزالة والتطهير لإنهاء هذا التهديد المستمر.
قبل أيام قليلة، تعرض مدنيان من أهالي السخنة لإصابات جراء انفجار لغم أرضي في منطقة القليع المجاورة للبلدة. يُعد هذا اللغم من مخلفات الحرب التي خلّفها نظام الأسد السابق. وقد جرى نقلهما على إثر الحادثة إلى مستشفى تدمر الوطني لتلقي العلاج اللازم، لتضاف هذه الواقعة إلى سلسلة طويلة من الحوادث المماثلة التي تشهدها المنطقة.
وفي هذا السياق، أوضح عبد الله العبد الكريم، المسؤول الإعلامي في الإدارة المدنية بمدينة القريتين، في حديث لمنصة سوريا 24، أن فرق الهندسة التابعة لمديرية أمن البادية، بالإضافة إلى كتيبة هندسة تتبع للفرقة 42 في وزارة الدفاع، تواصل عمليات إزالة الألغام والمخلفات الحربية في محيط السخنة والبادية المحيطة بها. وأشار العبد الكريم إلى أن الانتشار الواسع للألغام وتوزعها العشوائي في البادية السورية يشكل عائقًا رئيسيًا أمام عمل هذه الفرق، مما يبطئ وتيرة التطهير رغم الجهود المبذولة.
حول حجم انتشار الألغام، أكد المصدر ذاته أن نسبة انتشار الألغام الأرضية في منطقة السخنة مرتفعة جدًا، مصنفًا بادية المنطقة ضمن الأكثر تلوثًا بسبب انتشار الألغام بطريقة عشوائية وغير منظمة. وتشير التقديرات إلى وجود ما لا يقل عن 20 ألف لغم أرضي في بادية السخنة، مما يجعل أي نشاط يومي، سواء كان رعيًا أو تنقلًا أو بحثًا عن مصادر رزق، محفوفًا بمخاطر جسيمة.
من جانبه، صرح رائد الحسون، مدير إدارة الإزالة في المركز الوطني لإزالة الألغام التابع للدفاع المدني السوري، في حديث لمنصة سوريا 24، أن سوريا تُعد من أكثر الدول تضررًا من مخلفات الحرب بعد 14 عامًا من الصراع، حيث تحتضن أراضيها أعدادًا هائلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة. وبيّن الحسون أن مناطق شرق حمص وتدمر والسخنة وبادية الشام، بالإضافة إلى ريف حمص الشمالي، تسجل معدلات مرتفعة من حوادث الانفجار، سواء أثناء الرعي أو جمع الكمأة أو الصيد أو ممارسة الأنشطة اليومية، وهو ما يعكس حجم الخطر الحقيقي الذي يواجهه السكان المحليون.
أكد الحسون أن المركز الوطني لإزالة الألغام يعمل حاليًا على إعداد خطط مفصلة تستجيب لاحتياجات المناطق الأكثر تضررًا، تمهيدًا لإطلاق عمليات تطهير في المراحل المقبلة. تهدف هذه الخطط إلى التخلص التدريجي من الألغام ومخلفات الحرب، والحد من الخسائر البشرية، وتأمين بيئة أكثر أمانًا للمدنيين.
وفي ظل استمرار الجهود الرسمية والميدانية، تبقى معاناة أهالي السخنة شرقي حمص قائمة بسبب بطء عمليات الإزالة وضخامة التلوث بالألغام، مما يفرض تحديًا إنسانيًا وأمنيًا مستمرًا. ومع كل حادثة انفجار جديدة، تتجدد الدعوات إلى تسريع عمليات التطهير وتوفير الدعم اللازم للفرق المختصة، حماية للأرواح وضمانًا لحق المدنيين في حياة آمنة طال انتظارها.
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي
سوريا محلي