حلب تشهد هدوءًا حذرًا وسط مفاوضات مكثفة لوقف إطلاق النار بعد اشتباكات عنيفة


هذا الخبر بعنوان "حلب.. هدوء نسبي وسط مفاوضات لوقف إطلاق النار" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
شهدت مدينة حلب، مساء الاثنين 22 من كانون الأول، هدوءًا نسبيًا حذرًا أعقب سلسلة من الاشتباكات والقصف المتبادل بين "قوى الأمن الداخلي" (أسايش)، التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، والجيش السوري. تركزت هذه التوترات بشكل خاص في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية، بالإضافة إلى دواري الليرمون وشحيان شمالي المدينة.
جاء هذا الهدوء بالتزامن مع أنباء عن مفاوضات جارية بين الطرفين بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار ومنع استهداف المناطق المدنية، وذلك بعد ساعات من التوتر الأمني الذي امتد ليشمل أحياء واسعة من حلب.
أفاد مصدر عسكري لـ"عنب بلدي" بدخول تهدئة مؤقتة حيز التنفيذ، مشيرًا إلى أن هذه الهدنة تهدف إلى التوصل لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار. وحذر المصدر من أنه في حال فشل المباحثات، فإن العملية العسكرية ستُستأنف.
في سياق متصل، نقلت "الإخبارية السورية" عن إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع أن قيادة أركان الجيش أصدرت أمرًا بوقف استهداف مصادر النيران التابعة لقوات "قسد" بعد "تحييد" عدد منها. وأكدت الوزارة أن الجيش يعمل على تضييق بؤرة الاشتباك بعيدًا عن المناطق السكنية، وأنه لم يبدِ أي تحرك لتغيير خطوط السيطرة، مكتفيًا بالرد على مصادر النيران.
من جهتها، أعلنت "قوى الأمن الداخلي" (أسايش) في حلب أنها وجهت قواتها بوقف الرد على هجمات ما أسمتها "فصائل حكومة دمشق"، وذلك استجابةً لاتصالات التهدئة الجارية.
أفاد مراسل "عنب بلدي" بتعرض مناطق قريبة من حيي الشيخ مقصود والأشرفية، مثل حي الشيخ طه، بالإضافة إلى أحياء وسط المدينة كالجميلية، لقصف عشوائي من قبل "أسايش". كما سُمع دوي قذائف وإطلاق نار في عدة أحياء، تزامناً مع تحركات مكثفة لسيارات الإسعاف.
وفي ظل هذه الأوضاع، أعلن محافظ حلب، عزام غريب، تعطيل الدوام مؤقتًا يوم الثلاثاء 23 من كانون الأول، في جميع المدارس والجامعات العامة والخاصة، وكذلك في الدوائر الحكومية ضمن مركز مدينة حلب. وقد استثني من هذا القرار العاملون في الجهات التي تتطلب طبيعة عملها الاستمرار في تقديم الرعاية الطبية والخدمات الطارئة.
من جانبه، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، لـ"الإخبارية" بأن ما حدث ليس المحاولة الأولى من "قسد" لإفشال اتفاق 10 آذار. واتهم البابا "قسد" بسحب عناصرها من الحواجز المشتركة وإطلاق النار على الجيش، معتمدين على تصعيد وتيرتهم العسكرية ودعم أطراف خارجية. كما أشار إلى استهداف أحياء سكنية مكتظة ومستشفى "الرازي".
أعلنت وزارة الصحة السورية أن قصفًا استهدف منطقة سكنية قرب مستشفى "الرازي" أسفر عن مقتل شاب ووالدته، وإصابة ثمانية مدنيين، من بينهم طفل وطفلة، بالإضافة إلى عنصرين من الدفاع المدني. وأكدت الوزارة إسعاف جميع المصابين ونقلهم إلى المستشفيات، مشيرة إلى أن القصف طال محيط منشآت طبية، وهو ما وصفته بالعمل المرفوض والمدان قانونيًا وأخلاقيًا. كما أعلنت الوزارة رفع جاهزية المستشفيات في محافظة حلب واستنفار الكوادر الطبية لمواجهة أي طارئ.
في المقابل، نفت "قسد"، في بيان رسمي، اتهامات الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة السورية باستهداف أحياء حلب. وأوضحت أن قواتها سلمت نقاطها لـ"قوى الأمن الداخلي" (أسايش) بموجب اتفاقية الأول من نيسان، وحملت الحكومة السورية مسؤولية ما يجري.
واتهمت "قسد" الحكومة بـ"افتعال الأزمات منذ أربعة أشهر عبر حصار حيي الشيخ مقصود والأشرفية وتكرار الاستفزازات والاعتداءات على المدنيين، رغم الاتفاق الموقع". وأضاف البيان أن القصف الذي طال الأحياء السكنية ناتج عن نشاط "فصائل حكومة دمشق"، مشيرًا إلى استخدام الدبابات والمدفعية في قصف الشيخ مقصود والأشرفية، وهو ما وصفته بـ"التصعيد الخطير". وذكرت "قسد" أن القصف الصاروخي وقذائف الدبابات أسفر عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 57 عامًا، وإصابة 17 مدنيًا بجروح متفاوتة.
شهدت مدينة حلب، يوم الاثنين 22 من كانون الأول، اشتباكات عنيفة في محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود، امتدت آثارها إلى أحياء أخرى في المدينة. وأفاد مراسل "عنب بلدي" بسماع دوي إطلاق نار وقذائف في عدة أحياء، منها حي الجميلية وسط المدينة، بالتوازي مع تحركات مكثفة لسيارات الإسعاف في مناطق متفرقة.
وفي إطار الإجراءات الأمنية، أُغلقت جميع الطرق المؤدية إلى مناطق الليرمون ودوار شيحان وحيي الشيخ مقصود والأشرفية. كما أُغلق طريق جامع الرحمن وجسر تشرين بشكل كامل، ومُنعَت حركة المرور في محيطهما حتى إشعار آخر.
تركزت الاشتباكات في محيط دواري الليرمون وشيحان شمالي مدينة حلب بين الجيش السوري وقوات "أسايش"، وسط اتهامات متبادلة ببدء الاستهداف. وذكرت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية أن قناصة تابعين لـ"قسد" استهدفوا حاجزًا للأمن الداخلي قرب دوار شيحان، مشيرة إلى إطلاق نار طال محيط المنطقة.
سياسة
سياسة
سوريا محلي
سياسة