الأمم المتحدة تحذر من تصاعد وحشية الصراع في السودان وتداعياته الإقليمية الخطيرة


هذا الخبر بعنوان "الأمم المتحدة: الصراع في السودان يزداد وحشية" نشر أولاً على موقع sana.sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
من نيويورك، أكدت الأمم المتحدة أن الوضع في السودان يشهد تصاعداً صادماً في مستويات العنف والدمار يوماً بعد يوم، ما يفاقم المعاناة الهائلة للمدنيين دون أي بوادر على قرب انتهاء الصراع. جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خُصصت لمناقشة التدهور المتسارع للأوضاع في البلاد، وفقاً لما نقله مركز أخبار الأمم المتحدة.
وفي إحاطة قدمها أمام الجلسة، أوضح خالد خياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، أن القتال تركز في الأسابيع الأخيرة بولايات كردفان، حيث حققت قوات الدعم السريع "مكاسب كبيرة". وأشار خياري إلى تقارير تفيد بانسحاب وحدات من الجيش السوداني من مدينتي بابنوسة وهجليج، بالإضافة إلى دخول قوات من جنوب السودان بهدف حماية البنية التحتية النفطية.
وحذر خياري من أن هذه التطورات الأخيرة تعكس مدى تعقيد الصراع واتساع أبعاده الإقليمية، مما قد يؤدي إلى جر دول الجوار إلى مواجهة أوسع نطاقاً إذا لم يتم احتواء الوضع بشكل عاجل.
ولفت المسؤول الأممي الانتباه إلى تزايد استخدام الطائرات المسيّرة في شن غارات عشوائية من قبل طرفي النزاع، الأمر الذي أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين. وشدد على أن استمرار تدفق الأسلحة المتطورة يظل محركاً رئيسياً للصراع، خاصة في ظل غياب أي آليات للمحاسبة.
جهود سياسية
وفي سياق الجهود السياسية، أشار خياري إلى أن طرفي النزاع لا يبديان أي استعداد لتقديم تنازلات أو خفض التصعيد، وذلك على الرغم من قدرتهما على وقف القتال بهدف حماية عائدات النفط.
وأكد خياري أن رمطان لعمامرة، المبعوث الشخصي للأمين العام، يبذل جهوداً لدفع الأطراف نحو اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المدنيين. وتتوازى هذه الجهود مع إعداد وثيقة توافقية تهدف إلى جمع رؤى القوى السياسية السودانية، ودعم حوار شامل بقيادة الاتحاد الأفريقي، تمهيداً لتحقيق انتقال سياسي بقيادة مدنية.
مخاطر جسيمة على المدنيين
من جانبها، صرحت إديم وسورنو، مديرة العمليات والمناصرة في مكتب "أوتشا"، بأن وحشية الصراع "لا تعرف حدوداً". وأكدت أن ولاية كردفان تحولت إلى بؤرة جديدة للعنف، حيث تشهد ارتفاعاً في أعداد القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تقييد شديد لوصول المساعدات الإنسانية.
وأشارت وسورنو إلى صعوبة وصول الفرق الأممية إلى مدينة كادوقلي بسبب تدهور الوضع الأمني، كما لفتت إلى تعرض قوافل إنسانية لهجمات متكررة، كان آخرها استهداف شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في شمال كردفان.
انتهاكات واحتياجات متفاقمة
وأكدت وسورنو أن الاحتياجات الإنسانية في دارفور لا تزال هائلة، مع ورود تقارير عن انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك عمليات قتل جماعي وعنف، وذلك بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر. ويأتي ذلك في ظل ضغط كبير على قدرات العاملين في المجال الإنساني.
دعوات عاجلة
وجددت المسؤولة الأممية دعوتها للتحرك الفوري على ثلاثة مسارات متوازية:
مبادرة حكومة السودان للسلام
بدوره، صرح رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس بأن السودان يواجه "أزمة وجودية" بسبب الحرب الدائرة. وأعلن عن مبادرة حكومية للسلام ترتكز على عدة محاور أساسية: وقف إطلاق النار، حماية المدنيين، نزع سلاح الميليشيات، ومعالجة أوضاع النازحين واللاجئين. كما تتضمن المبادرة تدابير سياسية واقتصادية وأمنية تهدف إلى بناء الثقة، مؤكداً أنها "نابعة من الداخل وتهدف إلى إنهاء حلقة العنف المستمرة منذ عقود".
وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان الشهر الماضي الهجوم الذي شنته "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر السودانية، محذراً من آثاره المدمرة على السكان المدنيين، وداعياً إلى محاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة.
ويستمر الجيش السوداني في تصديه لاعتداءات قوات الدعم السريع المتمردة منذ نيسان عام 2023. وقد أسفر القتال بين الطرفين عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين، مما تسبب في أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم حالياً.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة