ياسر النجار: وزير سوري سابق يحلل تحديات دمشق الأمنية والاقتصادية بعد هجوم تدمر


هذا الخبر بعنوان "وزير سوري سابق يكشف خريطة مخاطر وتحديات دمشق بعد هجوم تدمر" نشر أولاً على موقع worldnews-sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تمر الدولة السورية بمرحلة انتقالية بالغة الحساسية، تتشابك فيها الملفات الأمنية المعقدة مع طموحات إعادة الإعمار والانفتاح على المجتمع الدولي. في هذا السياق، قدم المحلل السياسي ووزير الإسكان والإعمار السوري السابق، ياسر النجار، قراءة معمقة للمشهد السوري خلال حوار مع "عربي21"، مبيناً العقبات التي تعترض مسار الاستقرار.
وصف النجار الواقع السوري بأنه "بالغ التعقيد"، موضحاً أن الحكومة الحالية لا تبدأ من الصفر، بل تتعامل مع إرث مؤسساتي متهالك. تعاني العاصمة دمشق وبقية المحافظات من تدهور حاد في قطاعات حيوية مثل الكهرباء والمياه والطرق، التي لم تشهد صيانة حقيقية منذ سنوات. كما دخلت الدولة المرحلة الجديدة بجهاز إداري "منهك" يستدعي إصلاحاً جذرياً في الحوكمة والإدارة.
بخصوص الهجوم الذي استهدف قوات أمريكية في البادية السورية قرب تدمر، اعتبر النجار الحادث "تطوراً أمنياً خطيراً" يحمل بصمات خلايا تنظيم الدولة. وأشار إلى أن البادية، التي تبلغ مساحتها نحو 40 ألف كيلومتر مربع وتعد منطقة شبه خالية، كان التحالف الدولي يتولى تأمينها لسنوات. وأكد النجار أن الاستهداف الإسرائيلي المستمر لسلاح الجو والمنظومات الدفاعية السورية أضعف قدرة الدولة على ضبط المناطق النائية وتأمينها بشكل كامل. وكشف النجار عن وجود "تحذيرات أمنية مسبقة" لم تتعامل معها قوات التحالف بالجدية المطلوبة قبل وقوع الحادث.
قلل النجار من أهمية نبرة التهديد في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً أنها موجهة للرأي العام في الولايات المتحدة، الذي يتأثر بشدة بإصابات الجنود. وأوضح أن القنوات الرسمية لا تزال ترسل إشارات إيجابية، بل إن الحادث قد يدفع نحو "تفاهمات أمنية أسرع" بين دمشق وواشنطن لمكافحة الإرهاب بفعالية أكبر.
يرى النجار أن إسرائيل تتبع سياسة ممنهجة لإضعاف سوريا، حيث نفذت مئات الغارات التي دمرت 80% من القدرات الجوية السورية. ويهدف ذلك، برأيه، إلى منع سوريا من التحول إلى قوة إقليمية مستقرة، وعرقلة التقارب السوري الأمريكي، والضغط في الكونغرس لمنع إلغاء "قانون قيصر"، بالإضافة إلى إبقاء دمشق منشغلة بالأزمات الداخلية لمنعها من مواجهة المشاريع الانفصالية.
في ملف الإعمار، يرى النجار أن التحدي الأكبر يكمن في تأمين عودة اللاجئين والنازحين، وهو أمر مستحيل دون توفير السكن والخدمات التعليمية والصحية. وأشار إلى أن الحكومة السورية لا تطلب "إعانات"، بل تسعى لجذب استثمارات دولية كبرى، خاصة مع بدء عودة النشاط الصناعي في حلب. ويعتقد النجار أن سوريا قادرة على اختصار الزمن عبر الاستفادة من الخبرات السورية المهاجرة وتطبيق نماذج حوكمة عالمية.
اختتم النجار رؤيته بالتأكيد على أن الموقع الجغرافي لسوريا يؤهلها لتكون "عقدة مواصلات وطاقة" بين ثلاث قارات. فإذا ما رُفعت العقوبات وحصلت الدولة على الدعم الكافي، فإنها قادرة على التحول إلى نموذج تنموي رائد في المنطقة خلال سنوات قليلة.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة