أوركيديا السويداء: 80 شاباً وشابة يعزفون للمقاومة الهادئة والأمل رغم قسوة الظروف


هذا الخبر بعنوان "أوركيديا.. 80 شاباً وشابة يعزفون للحياة رغم الانقطاع والخوف" نشر أولاً على موقع snacksyrian وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في تموز الماضي، فقدت فرقة كورال "أوركيديا" الشابة صوتًا مشرقًا وعضوًا مؤثرًا، "تالا"، التي فارقت الحياة خلال الاشتباكات الدامية التي شهدتها السويداء. لم تكن تالا مجرد عازفة أو مغنية، بل كانت تحمل حلمًا فنيًا كبيرًا وملحنة كتبت بشغف ما تمنت أن يُغنى على المسارح. (سناك سوري-رهان حبيب)
على الرغم من عمق الحزن الذي خيّم عليهم، أصر أعضاء الفرقة على عدم الصمت. عادوا إلى البروفات، وأدوا المقطوعات التي كتبتها ولحنتها تالا، ووقفوا على المسرح ليغنوا تكريمًا لها ومن خلالها. لم يكن هذا الفعل مجرد إحياء لذكرى، بل كان تأكيدًا راسخًا على أن الفن يمثل لهؤلاء الشباب حياة، ووسيلة فعالة للمقاومة الهادئة في مواجهة واقع مضطرب.
من هذه الروح تنبع قصة كورال "أوركيديا"، وهو مشروع موسيقي فني شبابي انطلق في مدينة السويداء. يضم الكورال حاليًا نحو 80 عازفًا وعازفة، ومغنيًا ومغنية، غالبيتهم من طلاب الجامعات الذين اضطروا للتوقف عن دراستهم بسبب الظروف الأمنية السائدة، لكنهم لم يتوقفوا عن شغفهم بالغناء.
تتحدث مؤسسة الفرقة، "فرح الحسين" (20 عامًا وطالبة طب أسنان)، لـ"سناك سوري" عن تأسيس "أوركيديا" بجهود الشباب والشابات، قائلة: «تأسس كورال أوركيديا في شهر شباط عام 2024، وقد أطلقنا عليه هذا الاسم تيمنًا بمقطوعة للموسيقار إياد ريماوي. لقد استلهمنا الكثير من مرتكزات أسلوب ريماوي لفرقتنا التي نشأت بجهود شباب وشابات نحلم معًا بالتميز وتقديم صوتنا وشغفنا الموسيقي للعالم».
يضم كورال "أوركيديا" في صفوفه عازفين وعازفات موهوبين على آلات متنوعة مثل الكمان، العود، التشيلو، الإيقاع، القانون، الناي، الفلوت، الغيتار، الكلارينيت، والبيس. معظم هؤلاء هم من الطلاب الجامعيين الذين يمتلكون مهارات موسيقية فنية وأصواتًا جميلة، ورغم انقطاعهم عن الدراسة حاليًا بسبب الظروف التي تمر بها المحافظة، إلا أنهم واصلوا عملهم الفني بشغف رغم التحديات الكبيرة التي يواجهونها كشباب بعد أحداث السويداء الدامية.
تؤكد "الحسين" أنهم، على الرغم من قساوة الظروف وخسارتهم لـ"تالا" خلال اشتباكات السويداء في تموز الماضي، قرروا العودة إلى البروفات. وتضيف: «قمنا بأداء ما كتبته ولحنته تالا على المسرح، ونظمنا عدة فعاليات تكريمًا لذكرى شابة كانت ترى في المستقبل حلمًا وأملًا كبيرًا».
استمرت البروفات دون انقطاع، وحظيت الفرقة بدعم من مدرسة الشمس الخاصة، وهو ما علقت عليه "الحسين" قائلة: «ليكون لدينا مكان مناسب للبروفات والحفلات، وهذه خطوة نثمنها كشباب ونقدر ثقة الإدارة ودعمها».
وفي حديثها عن أهمية الفن للشباب، توضح "الحسين" أنهم كشباب لا يملكون سوى الغناء والعزف كوسيلة للتعبير والدعوة للسلام والمحبة. وتضيف: «الموسيقا هي صوتنا وسلاحنا الوحيد الذي يحاكي أصوات الشباب وطموحاتهم. اليوم، نحاول نشر موسيقانا في المدينة والريف وإلى كل مكان يمكننا الوصول إليه، ننقل عبر مقطوعات منتقاة رسائل الطرب والغناء الجاد، وننشر الفرح والأمل بعالم يسوده التسامح والمحبة».
تعتمد المايسترو الشابة وفرقتها على جهودهم الذاتية ومواهبهم في تطوير الفرقة والمساهمة في الحفلات والفعاليات المحلية، مقدمين أفضل ما لديهم. يطمحون إلى إنتاج مشاريع موسيقية خاصة بالفرقة، والتي تتطلب إمكانيات مادية كبيرة غير متوفرة حاليًا. ومع ذلك، يواصل الشباب مسيرتهم الفنية على أمل تحقيق حلمهم، مستعرضين مهاراتهم بوضوح في كافة الأنشطة والحفلات التي قدمتها الفرقة، وآخرها حفل تكريم طلاب الأولمبياد في السويداء.
ثقافة
سياسة
ثقافة
سياسة