فيلم 'ردع العدوان' يكشف تفاصيل غير مروية عن التخطيط لمعركة إسقاط الأسد


هذا الخبر بعنوان "موقع الإخبارية السورية" نشر أولاً على موقع قناة الإخبارية وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
ضمن فيلم وثائقي بعنوان “ردع العدوان.. رواية لم ترو من قبل”، الذي عرضته قناة الإخبارية يوم الأحد الموافق 21 كانون الأول، تم الكشف عن تفاصيل جديدة ومهمة تتعلق بمرحلة التخطيط لمعركة إسقاط الأسد. وقد جاءت هذه التفاصيل على لسان قادة المعركة أنفسهم.
بعد اتخاذ قرار خوض المعركة، صرح الرئيس أحمد الشرع، الذي تولى قيادتها آنذاك، قائلاً: “أجرينا مراجعة شاملة تضمنت إعادة تنظيم القوات، وإعادة هيكلتها وتوزيع الأدوار بشكل أفضل، وحاولنا إما دمج الفصائل أو توحيد الرؤية العسكرية”.
تضمنت شهادة وزير الدفاع مرهف أبو قصرة الإشارة إلى ضرورة ابتكار “تكتيكات جديدة، تحتاج إلى شكل من أشكال الإدارة العسكرية الميدانية التي تحدث فرقاً حاسماً في المعركة” خلال مرحلة التخطيط. وفي هذا السياق، كشف رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي النعسان عن عقد سلسلة من الجلسات على مستوى القيادة العسكرية، كان من أهم مخرجاتها “إعادة هيكلة وتنظيم القوات العسكرية للثورة، ضمن إطار يتناسب مع المرحلة الجديدة”. وأضاف اللواء النعسان أن ذلك “شمل التقييمات المستقبلية لمعركة افتراضية، سواء كانت هجومية أم دفاعية، ومن هذا المنطلق برزت فكرة تشكيل المجلس العسكري”.
وفقاً لما كشفه فيلم “ردع العدوان.. رواية لم ترو قبل”، الذي أنتج بمعايير مهنية عالية، ضم المجلس العسكري جميع المكونات الثورية. وبناءً على هذه النتائج، تم تشكيل ألوية عسكرية قادرة على العمل بطريقة تكاملية تحت أي ظرف. وأوضح اللواء النعسان أن تشكيل هذه الألوية راعى “ضم كل وحدة، قوات مشاة ووسائط إسناد مباشر من مختلف الصنوف، وقوات مدفعية وكتيبة قوات خاصة وسرايا انغماسية”.
في سياق روايته عن التخطيط لاختراق خطوط العدو، ذكر وزير الداخلية أنس خطاب أنه “كان لدينا وحدات خلف خطوط العدو تتبع له، وكان تخصصها العمل في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وقد ركزنا في بناء وحدة خلف الخطوط على جمع المعلومات الاستخباراتية”. وأشار الرئيس الشرع إلى أن المؤسسة الأمنية في إدلب “كانت تمتلك قدرات قوية في اختراق أنظمة اتصالات النظام، أو حتى إرسال أوامر وهمية وتعطيل الهياكل القيادية، ما أتاح لبعض الوحدات الأمنية الوصول إلى العديد من مفاصل الدولة الحساسة خاصة في قطاع الاتصالات”. وتابع: “في بداية المعركة أثبت ذلك فعاليته، فقد كنا نتلقى معلومات فورية عن وضع النظام واتصالاته ولاحقاً فقد النظام الثقة في نظام اتصالاته الخاص، وأصبحت الأوامر بالنسبة لهم غير موثوقة”.
أكد وزير الدفاع أبو قصرة أن مرحلة التخطيط للمعركة “ركزت بشكل كبير على دراسة العدو، فحللنا القدرات العسكرية والتكتيكية للنظام وحلفائه، بما في ذلك القتال الليلي وحرب المدن والقتال في الأراضي المفتوحة”. ونوه وزير الداخلية أنس خطاب بأنه “قبل أيام قليلة من المعركة حصلنا على خريطة العمليات التي استخدمها النظام لإصدار أوامر التحرك، لذا كلما صدرت الأوامر كنا نعرف أين ستتحرك القوات، كان يتحدث بالرموز الشيفرات أحياناً”.
شرح الرئيس الشرع أسباب اتخاذ قرار تكثيف العمليات الانغماسية، مؤكداً أن له فوائد عدة، أبرزها “إبقاء القوات في حالة حركة مستمرة، مما لم يترك للعدو مجالاً للراحة، وبذات الوقت، هو اختبار لدفاعات النظام ومستوى قواته”. وأضاف الرئيس الشرع أنه “بالنسبة للنظام كان ذلك وسيلة جديدة لم يعتد عليه في الحرب، فهي تعتمد بشكل كبير على المفاجأة بشكل عام”.
ختاماً، بين الفيلم أن التخطيط لمعركة ردع العدوان، الذي يمكن اعتماده كوثيقة تاريخية، مزج بين التخطيط الدقيق والعمل الاستخباري. وأشار رئيس هيئة الأركان إلى أن التخطيط لهذه المواجهة تطلبت كذلك “أسلوباً دفاعياً متقناً”، ما ساعد على إسقاط أحد أكثر الأنظمة دموية في المنطقة.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة