المجلس الإسماعيلي المؤمني في القدموس: مبادرات مجتمعية رائدة لتعزيز التكافل والسلم الأهلي

في ظل التحولات الاجتماعية العميقة التي تشهدها سوريا، برزت الحاجة الماسة إلى تعزيز العمل المجتمعي المنظم ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف لدعم السلم الأهلي وترسيخ قيم العيش المشترك. هذه المبادئ كانت الدافع الأساسي وراء تأسيس المجلس الإسماعيلي المؤمني المحلي في مدينة القدموس، كما أشارت سمر رقية.

أوضح رئيس المجلس، بشار كمون، لـ "الحرية" أن دوافع التأسيس تمثلت في ظهور الحاجة إلى إطار جامع ينظم العمل الأهلي والاجتماعي لأبناء الفكر الإسماعيلي المؤمني في القدموس، ويعكس حضورهم الإيجابي والفاعل. وعليه، تم الإعلان عن تأسيس المجلس ليكون مظلة جامعة تخدم الإنسان والمجتمع دون تمييز، وتعمل بروح المسؤولية الوطنية والاجتماعية، وتسعى لترسيخ وصون الهوية التاريخية لمدينة القدموس.

أكد كمون أنه تم إعداد هيكلية تنظيمية واضحة وشاملة للمجلس، تعنى بالجوانب الدينية، الاجتماعية، الثقافية والإنسانية، لتسيير وتسهيل أموره وأعماله. وتشمل مهام هذه الهيكلية الإشراف على الشؤون الدينية والفكرية، والحفاظ على التراث الديني الإسماعيلي المؤمني، وتقديم التوجيه الديني المعتدل الذي يدعو إلى التسامح والعيش المشترك. بالإضافة إلى ذلك، تتولى أمانة السر تنظيم الشؤون الإدارية للمجلس، وتوثيق الاجتماعات والقرارات، وتنسيق العمل بين مختلف اللجان.

وبيّن كمون أن لجنة المقامات تتابع شؤون المقامات الدينية، وتشرف على أعمال الترميم والصيانة، وتحافظ على القيمة الدينية والتاريخية لهذه المقامات. أما اللجنة الثقافية، فتعمل على نشر الوعي الثقافي والفكري، وتعزيز قيم الحوار والانتماء، وتنظيم الأنشطة الثقافية والاجتماعية. كما يوجد كادر الطوارئ والإسعاف الذي يقوم بالاستجابة السريعة للحالات الطارئة، وتقديم الإسعافات الأولية، ودعم الحالات الإسعافية والإنسانية العاجلة.

وأشار كمون إلى وجود لجنة العلاقات الاجتماعية التي تعزز التواصل بين المجلس والمجتمع المحلي، وتبني علاقات إيجابية مع الفعاليات الاجتماعية والإعلامية لنقل صورة واضحة وشفافة عن أنشطة المجلس ومبادراته، وتنسق مع الجهات المعنية بما يخدم الصالح العام.

أطلق المجلس عدداً من المبادرات المجتمعية والإنسانية البارزة، منها: مبادرات إعادة ترميم المقامات الدينية في منطقة القدموس، ومبادرات النظافة العامة، وحماية الحراج وزراعة الأشجار، وتوزيع الثياب على المحتاجين. كما شملت المبادرات دعماً مالياً لتأمين مادة الخبز للعائلات الفقيرة، ودعم الحالات الإسعافية والعمليات الجراحية، والأهم من ذلك، دعم الأسر الفقيرة في حالات الوفاة. وقد نُفذت هذه المبادرات لكافة أبناء منطقة القدموس دون أي تمييز، وبحسب الإمكانات المتاحة، انطلاقاً من مبدأ التكافل الاجتماعي والمسؤولية الإنسانية.

واختتم كمون حديثه بالتأكيد على أن الغاية الأسمى للمجلس الإسماعيلي المؤمني هي ترسيخ قيم التعاون والتكافل الاجتماعي، ودعم السلم الأهلي وتعزيز العيش المشترك، والعمل من أجل الإنسان بوصفه قيمة عليا، بعيداً عن الانقسامات، وتقديم نموذج إيجابي للعمل الأهلي المنظم والمسؤول.