صحيفة ألمانية: ترحيل السوريين عشية الميلاد "تحية زائفة" و"فتح باب" لتوسيع التشدد السياسي

انتقدت صحيفة "تاغس تسايتونغ" الألمانية، في تعليق رأي، تنفيذ ألمانيا لعملية ترحيل إلى سوريا عشية عيد الميلاد، مؤكدةً أن هذه الخطوة لا يمكن فصلها عن سياقها السياسي والرمزي الأوسع. واعتبرت الصحيفة أن هذا الإجراء يتجاوز كونه حالة فردية، حتى لو كان الشخص المرحَّل مدانًا بجرائم خطيرة.

وأوضحت الصحيفة أن الحكومة الألمانية، من خلال هذه العملية، تمهّد الطريق لتوسيع نطاق الترحيل لاحقًا ليشمل أشخاصًا لم يرتكبوا جرائم، واصفةً هذا المسار بأنه «فتح باب» سيكون من الصعب إغلاقه مستقبلًا.

كما أشار التعليق إلى أن اختيار توقيت الترحيل، قبل ليلة عيد الميلاد مباشرة، يحمل دلالة مقصودة تعكس الأجواء المحتدمة للجدل حول الهجرة في ألمانيا. ففي هذا السياق، يُستغل الهجوم الحقوقي لإظهار قدر أكبر من القسوة السياسية.

ولفتت "تاغس تسايتونغ" إلى أن وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبرينت، سعى منذ توليه منصبه إلى إتاحة إمكانية الترحيل إلى سوريا، مؤكدةً أن نجاح هذه الخطوة في هذا التوقيت ليس محض صدفة. وذكّرت الصحيفة بمواقف سابقة في السياسة الألمانية، مستشهدةً بما نُقل عن وزير الداخلية الأسبق، هورست زيهوفر، في إشارة إلى تحوّل المناسبات الخاصة إلى مسرح لاستعراض التشدد في ملف الترحيل، وهو ما اعتبرته الصحيفة انعكاسًا لانقلاب المعايير الأخلاقية في النقاش العام حول الهجرة.