حادثة تدمر تهز الثقة الأمنية في سوريا: تداعيات على الوجود الأمريكي ومستقبل الحكم الجديد


هذا الخبر بعنوان "القوات الأميركية في سوريا: إلى أين؟" نشر أولاً على موقع worldnews-sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تتصدر حادثة إطلاق النار التي استهدفت عسكريين أمريكيين ومترجماً مدنياً في قلب البادية السورية، وتحديداً بالقرب من مدينة تدمر، واجهة الاهتمامات الاستخباراتية والإعلامية الدولية. تثير هذه الحادثة، التي وقعت داخل ما يوصف بـ "عرين" الأمن التابع للحكومة السورية الجديدة، تساؤلات حرجة حول مدى تماسك الأجهزة الأمنية في دمشق وقدرتها على حماية شركائها الدوليين.
في البداية، مالت الرواية الرسمية للقيادة المركزية الأمريكية نحو الحذر، واصفةً ما جرى بأنه "كمين" نصبه تنظيم داعش لدورية مشتركة. إلا أن التفاصيل التي تسربت عبر مصادر المعارضة السورية والناشطين رسمت صورة أكثر تعقيداً؛ حيث كشفت أن القاتل ليس مجرد "عنصر تائه"، بل هو عضو في جهاز أمني حكومي، وله خلفية مرتبطة بـ "جبهة النصرة" و"هيئة تحرير الشام". وقد مكنته هذه الخلفية من اختراق اجتماع رفيع المستوى مع الوفد الأمريكي.
من جانبها، لم تنكر دمشق انتماء الفاعل لجهازها الأمني، لكنها سارعت لوصفه بـ "المدسوس" من قبل داعش، في محاولة لتطويق تداعيات هذا الاختراق الذي قد يهز الثقة الدولية في سلطة الرئيس أحمد الشرع.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس تمر به "الجمهورية العربية السورية الثانية". فبالرغم من الاعتراف الدولي الواسع وزيارات الرئيس الشرع إلى واشنطن وموسكو، يواجه "الحكم الأموي الجديد" تحديات وجودية تتمثل في:
إن ما حدث في تدمر ليس مجرد خرق أمني عابر، بل هو "ناقوس خطر" يطرح أسئلة جوهرية حول قدرة السلطة المركزية على ضبط الفصائل التي تم دمجها حديثاً في أجهزة الدولة. فالتداخل بين عناصر سابقة في "النصرة" وأجهزة الأمن الحالية يخلق بيئة خصبة للاختراقات المتبادلة.
خلاصة القول، إن نجاح التجربة السورية الجديدة مرهون بقدرتها على خلق توازن تعددي حقيقي وتطهير أجهزتها الأمنية، وإلا فإن "الربيع الأموي" قد يواجه عواصف مبكرة تهدد الاستقرار الهش الذي تسعى واشنطن وحلفاؤها لترسيخه. (اندبندت عربية)
سياسة
رياضة
سياسة
اقتصاد