غرامة اتحاد الكرة بحق الكرامة تُشعل غضبًا شعبيًا واسعًا في حمص وتُعيد فتح ملفات العدالة الانتقالية


هذا الخبر بعنوان "غرامة اتحاد الكرة على “الكرامة” تثير غضبًا شعبيًا في حمص" نشر أولاً على موقع halabtodaytv وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تحولت مباراة كرة قدم عادية بين ناديي الكرامة والوحدة إلى قضية رأي عام واسعة النطاق، أدت إلى احتجاجات شعبية وأعادت إلى الواجهة ملفات حساسة تتعلق بالعدالة الانتقالية وضرورة تطهير مؤسسات الدولة من فلول نظام الأسد ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات. اندلعت الأزمة عقب إصدار الاتحاد السوري لكرة القدم، يوم أمس الأربعاء، قرارًا بتغريم نادي الكرامة ماليًا بمبلغ مليون ونصف مليون ليرة سورية. جاء هذا القرار بسبب هتافات أطلقها جمهور النادي الحمصي ضد لاعب الوحدة، ميلاد حمد، عند دخوله أرض الملعب في الدقيقة 67 من المباراة.
لا تزال القضية تلقى تفاعلاً واسعًا بين السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مع استمرار فرض "العقوبات" على الجمهور بدعوى أنها "غير قابلة للطعن". وتعود جذور الأزمة إلى منشور سابق للاعب ميلاد حمد، يعود إلى زمن النظام البائد، دعا فيه إلى "حرق محافظة إدلب وتحويلها إلى رماد". هذه التصريحات الاستفزازية لم تتم محاسبته عليها حتى اليوم، في حين اتخذت إجراءات صارمة بحق الجمهور بسبب هتافهم: "يلعن روحك يا ميلاد، قال بدو إدلب رماد".
بعد رفع مراقب المباراة تقريرًا عن الحادثة، عقدت لجنة الانضباط والأخلاق التابعة للاتحاد السوري لكرة القدم جلستها رقم (01)، وأصدرت قرارها الذي استند إلى المادة (9-1-25) من لوائح الانضباط. وصف الاتحاد القرار بأنه "نهائي وغير قابل للطعن أو الاستئناف"، مما يعني إغلاق الباب رسميًا أمام أي محاولة لتعديله أو إلغائه. وبررت اللجنة عدم قابلية الطعن بأن أسباب ذلك "مستمدة من القوانين العامة للطعن في القرارات الإدارية أو الرياضية"، ومن "طبيعة القرار النهائي"، و"الاختصاص الحصري للهيئة"، و"استناد القرار لسلطة تقديرية".
أثار القرار موجة غضب عارمة، تحولت إلى احتجاجات شعبية في شوارع حمص، حيث اعتبرت قطاعات واسعة أن العقوبة مجحفة وغير عادلة. فقد عاقبت العقوبة الجمهور على رد فعل تجاه تصريحات مسيئة لم يحاسب عليها اللاعب رسميًا من قبل الدولة. من جانبه، أصدر مجلس إدارة نادي الكرامة بيانًا رسميًا اعتبر فيه أن القرار "تجاهل السياق الكامل للأحداث"، وشدد على أن الهتافات جاءت "رفضاً لتصريحات سابقة للاعب دعا فيها إلى حرق محافظة إدلب". وطالب النادي بإلغاء العقوبة وتقديم اعتذار رسمي من الاتحاد.
تخطى الغضب إطار نادي الكرامة ليتحول إلى رد فعل جماهيري منظم، حيث نشرت جماهير كروية سورية أخرى "بيانًا رقم (1)" موجهًا للاتحاد. طالب البيان، الذي وُقع بـ "جماهير الكرة السورية"، باعتذار رسمي من الاتحاد عن القرار، وهدد بأن "هذا الاتحاد لا يمثلنا" في حال عدم الاستجابة. وفي محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة، اتخذ نادي الوحدة، الفريق الذي يلعب في صفوفه ميلاد حمد، قرارًا حاسمًا. فقد أعلنت إدارة النادي إيقاف اللاعب عن المشاركة مع الفريق بشكل نهائي، وإحالة القضية إلى لجنة الانضباط التابعة للاتحاد السوري لكرة القدم للنظر في تصريحاته السابقة. ويُعتبر هذا القرار محاولة لامتصاص الغضب العام وتصويب سهم النقد نحو اللاعب باعتباره الطرف المثير للأزمة في أساسها، وليس الجمهور الذي كان رده لاحقًا، وفقًا لمتابعين. لكن هذه الأزمة التي حدثت في وقت حساس بمدينة حمص وعموم البلاد، جددت النقاش الذي لم يتوقف أساسًا، حول ضرورة محاسبة كافة مرتكبي الانتهاكات بكل أشكالها.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة