اتهامات لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقمع الحريات: تحويل الرأي إلى "إرهاب" وتضييق الخناق على الصحافة


هذا الخبر بعنوان "ترفع شعارات الديمقراطية.. وتمارس القمع: "قسد" تُجرِّم الكلمة وتحوّل الرأي إلى تهمة إرهاب" نشر أولاً على موقع zamanalwsl وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في تناقض صارخ مع شعارات الديمقراطية التي ترفعها، تواجه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) اتهامات متزايدة بقمع حرية الرأي والصحافة في منطقة الجزيرة السورية الخاضعة لسيطرتها. يأتي ذلك في سياق يصفه المقال بأنه كان من المفترض أن يشهد انفتاحاً على حرية الرأي والصحافة بعد سقوط نظام الأسد الديكتاتوري، بما في ذلك استضافة المعارضين في الإعلام الرسمي وحماية الاحتجاجات المناهضة للحكومة السورية الجديدة. إلا أن الواقع في مناطق سيطرة "قسد" يشير إلى تصاعد الانتهاكات بحق الصحفيين والنشطاء والمدنيين الذين يعبرون عن آراء مخالفة أو ينتقدون "قسد" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتحول هذه الانتقادات إلى تهم تعرض أصحابها للاعتقال والملاحقة القضائية.
تفيد تقارير حقوقية، منها تقارير "مرصد بصمة لحقوق الإنسان"، بالإضافة إلى حملات التضامن التي يطلقها ناشطون وصحفيون، بأن عشرات المدنيين تعرضوا للاعتقال بسبب منشورات أو تعليقات على منصة "فيسبوك" تنتقد سياسات "قسد". ويُحال هؤلاء المعتقلون إلى ما يُسمى "محاكم الإرهاب". ومن أبرز الحالات الموثقة:
لا يقتصر الأمر على المضايقات، بل يتعرض الصحفيون في مناطق سيطرة "قسد" للاعتقال التعسفي، مما دفع العديد منهم إلى مغادرة المنطقة أو اعتزال المهنة. ومن الحالات الأخيرة التي تم توثيقها:
تمنع "الإدارة الذاتية" ترخيص أي وسيلة إعلامية لا توالي سياسات "قسد"، مما اضطر بعض الوسائل إلى التعاون السري مع مراسلين في الداخل. ويؤدي أي نقد موجه للسلطات إلى سحب التراخيص فوراً. وفي هذا السياق، صرحت الصحفية هديل عويس (من منصة جسور نيوز) في بيان لها: "لم نتعرض لأي تحديات أو تضييقات إعلامية تُذكر خلال تغطيتنا في دمشق، مما جعلنا نرى بصيص أمل في العصر الجديد. لكن من المستغرب توقيف مراسلنا في شمال شرق سوريا والتعامل معه بطريقة غير مهنية على خلفية منشور انتقد فيه فرض مناهج تعليمية معينة على مدارس السريان". وأعلنت "جسور نيوز" لاحقاً إيقاف تغطيتها في المنطقة بسبب تعنت مكتب الإعلام التابع للإدارة الذاتية.
من الرقة: يقول الصحفي أحمد السخني، مدير "منصة سورية": "خلال عملي فقدتُ عدداً من المراسلين نتيجة الضغوط والممارسات التي تنتهجها (قسد) بحق كل من يحاول نقل رواية تخالف روايتها. أنا ومجموعة من الزملاء لا نستطيع العودة لمناطقنا لأننا مطلوبون لمجرد أداء واجبنا المهني". وأضاف: "الأجواء الحالية تذكرنا بأساليب النظام السابق وتنظيم داعش؛ حيث يُجرّم الرأي ويُفرض الصمت بالقوة".
من الحسكة: يؤكد الصحفي صهيب اليعربي: "لا توجد مساحة آمنة للتعبير. أي رأي مخالف يُصنف كتهديد، وأي تعليق قد يتحول إلى تهمة (دعشنة). وثقتُ شخصياً عشرات الاعتقالات لمدنيين بسبب تعليقات بسيطة على وسائل التواصل الاجتماعي".
من دير الزور: يرى الصحفي إبراهيم خليل أن حرية الصحافة تعاني قيوداً مشددة، موضحاً: "تُوجه للمعتقلين تهم جاهزة مثل الإرهاب أو التعامل مع الحكومة السورية دون مسوغ قانوني. حتى محتوى الهاتف الشخصي، مثل وجود صورة أو علم الدولة السورية، قد يكون سبباً كافياً للاحتجاز".
في حديثها لـ "زمان الوصل"، أكدت حملة "الرقة تذبح بصمت" أن "قسد" تتبع نهجاً أمنياً يضيق الخناق على العمل الإعلامي المستقل، ووثقت الحملة عشرات الاعتداءات على الصحفيين، وملاحقة المدنيين الذين ينتقدون سياسات الإفقار. وأشارت الحملة إلى نشر كاميرات مراقبة في أحياء الرقة لمنع التوثيق، واستدعاء صناع المحتوى لتفتيش هواتفهم دورياً، مؤكدة أن هذه الممارسات لا تختلف في جوهرها عن ممارسات تنظيم "داعش".
عمار الحميدي - زمان الوصل
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة