إحباط البيت الأبيض من نتنياهو قبيل لقاء ترامب: مخاوف من انهيار هدنة غزة واستئناف القتال


هذا الخبر بعنوان "قبل أيام من لقائه ترامب.. البيت الأبيض محبط بسبب تنصله من تطبيق اتفاق وقف النار في غزة ومتخوف من استئناف القتال" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
قبل أيام من اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فلوريدا يوم الاثنين، بدأت تتصاعد في البيت الأبيض عبارات تعبر عن "الإحباط من نتنياهو"، وذلك بسبب تنصله من المضي في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام عبرية.
كانت إسرائيل وحركة "حماس" قد توصلتا في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة على مرحلتين، بوساطة من مصر وقطر وتركيا. استند هذا الاتفاق إلى خطة من 20 نقطة كان قد طرحها ترامب لإنهاء الحرب. وفي اليوم التالي، دخلت المرحلة الأولى حيز التنفيذ، إلا أن إسرائيل تواصل خرق الاتفاق مئات المرات ولا تلتزم ببنوده، خاصة تلك المتعلقة بالجانب الإنساني وإدخال المساعدات، على الرغم من التزام "حماس" الكامل. وقد أدى ذلك إلى مقتل أكثر من 400 فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة.
كما تماطل إسرائيل في الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، متذرعة ببقاء رفات أحد جنودها في الأسر بغزة، رغم أن الفصائل الفلسطينية تواصل البحث عنه وسط الدمار الهائل الذي خلفته العمليات الإسرائيلية. وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق تشكيل لجنة تكنوقراط مؤقتة لإدارة القطاع، وملف الإعمار، وتشكيل مجلس السلام، وإنشاء قوة دولية، وانسحاب إضافي للجيش الإسرائيلي من القطاع، بالإضافة إلى نزع سلاح حماس.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية يوم الجمعة بأن ترامب "يخطط لإعلانات كبرى بشأن غزة أوائل يناير/كانون الثاني، لكن اجتماعه مع نتنياهو في مارالاغو الاثنين المقبل، قد يحدد ما إذا كانت خطته ستتقدم إلى مرحلتها التالية، وكيف". وأضافت القناة أن "البيت الأبيض يخشى أنه إذا لم تكتسب عملية السلام في غزة زخمًا حقيقيًا، فسيحدث تدهور ويُستأنف القتال". ونقلت عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض، لم تسمهم، قولهم إنهم يريدون الإعلان عن مجلس السلام الذي سيكون برئاسة ترامب، والحكومة التقنية (تكنوقراط) الفلسطينية، وقوة الاستقرار الدولية في قطاع غزة في النصف الأول من يناير. وأكملت أن "البيت الأبيض يفكر حتى في عقد مجلس السلام برئاسة ترامب كجزء من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في الأسبوع الأخير من يناير".
وفقًا للقناة 12، "يعمل مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنير مع المصريين والقطريين والأتراك لإتمام جميع الاتفاقيات ووضع الأساس للمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل بدء نزع سلاح حماس والانسحاب الإضافي لقوات الجيش الإسرائيلي من غزة". واستدركت القناة: "مع ذلك، ووفقًا لمصدر مطلع على التفاصيل، أعرب نتنياهو عن شكوكه تجاه أفكار ويتكوف وكوشنير، خاصة فيما يتعلق بنزع السلاح من غزة، في اجتماعه الأخير مع السيناتور ليندسي غراهام في إسرائيل قبل أيام".
وذكرت أن "كل هذا يجعل اجتماع ترامب ونتنياهو في فلوريدا أمرًا حاسمًا. فبدون موافقة نتنياهو، لن تتمكن عملية السلام في غزة من المضي قدمًا. أما رئيس الوزراء، فيأمل أن يتمكن من إقناع ترامب بتبني موقفه". وكشفت القناة أن "فريق ترامب راكم إحباطًا كبيرًا من الخطوات التي اتخذها نتنياهو، والتي، وفقًا لمسؤولين كبار في البيت الأبيض، تقوّض وقف إطلاق النار الهش وتؤخر الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق".
وقالت: "مثل إدارة بايدن قبلهم، وجد فريق ترامب نفسه يجادل الإسرائيليين لأسابيع حول قضايا تكتيكية مثل فتح معبر رفح الحدودي مع مصر وتوفير الخيام للفلسطينيين النازحين الذين يبحثون عن مأوى لفصل الشتاء". ونقلت القناة عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، لم تسمّه، قوله إن "الرجل الوحيد المتبقي له (لنتنياهو) هو الرئيس (الأمريكي)، الذي لا يزال يحبه، لكن ترامب يريد أيضًا رؤية تقدم الاتفاق في غزة أسرع مما هو عليه الآن".
ونقلت عن مسؤول رفيع آخر في البيت الأبيض، لم تسمه، قوله: "منذ فترة، يبدو أن الإسرائيليين يندمون على الاتفاق في غزة"، في إشارة إلى خطة ترامب المكوّنة من 20 نقطة التي وافق عليها نتنياهو. ويضيف المسؤول: "تنفيذ الاتفاق في غزة صعب أيضًا، لكن أحيانًا يفعل الإسرائيليون أشياء تجعل الأمر أكثر صعوبة". وأشار إلى أن "هذه الإجراءات تشمل اغتيال قائد عسكري رفيع المستوى في حماس (رائد سعد منتصف ديسمبر الجاري)، وهجمات الجيش الإسرائيلي التي استشهد فيها مدنيون فلسطينيون، بمن فيهم أطفال. كل هذه الأمور تعتبر من قبل إدارة ترامب انتهاكًا لوقف إطلاق النار". بدوره، قال مسؤول ثالث بالبيت الأبيض، لم تسمه القناة: "أحيانًا نشعر أن قادة الجيش الإسرائيلي على الأرض هم من يضغطون على الزناد".
ولفتت إلى أن "مسؤولًا إسرائيليًا رفيعًا (لم تسمه)، أكد وجود فجوات بين موقف ويتكوف وكوشنير وموقف نتنياهو بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق"، لكنه ادعى أن "وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أقرب بكثير إلى موقف رئيس الوزراء". وقال المسؤول الإسرائيلي: "هذا اجتماع حاسم، ليس من الواضح ما إذا كان ترامب في نفس موقف ويتكوف وكوشنير". وأردف أن نتنياهو "يحاول إقناع ترامب، السؤال هو ما إذا كان ترامب سيقف إلى جانبه أو إلى جانب مستشاريه الكبار عندما يتعلق الأمر بغزة".
ذكرت القناة أن "الجمعة الماضي، التقى ويتكوف وكوشنير في ميامي برئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية (حسن رشاد)، ووزير الخارجية التركي (هاكان فيدان) لمناقشة الخطوات القادمة في غزة". ونقلت عن مسؤول كبير بالبيت الأبيض، لم تسمّه، قوله إن من أهداف الاجتماع أن يثير ترامب مع نتنياهو ضرورة احترام الجيش الإسرائيلي لوقف إطلاق النار والامتناع عن إيذاء المدنيين".
وأكملت القناة: "اتفقت الأطراف أيضًا على المضي قدمًا في أقرب وقت ممكن بتعيين حكومة التكنوقراط الفلسطينية، لتتمكن من تحمل مسؤولية الإدارة اليومية لحماس". وأضافت نقلًا عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، لم تسمه: "خضع مرشحو عضوية الحكومة الفلسطينية لفحص مكثف من قبل الولايات المتحدة، وقُدّمت أسماؤهم لعدة دول بالمنطقة". وقالت: "ستحظى الحكومة الفلسطينية بدعم مجلس السلام الذي يقوده ترامب وممثله الأعلى على الأرض، المبعوث السابق للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف".
في السياق، نقلت القناة عن 3 مسؤولين أمريكيين، لم تسمهم، قولهم إنه "في الاجتماع الذي سيكون الخامس خلال العام منذ عودة ترامب إلى الرئاسة يناير الماضي، تقرر أيضًا أن الحكومة التقنية الفلسطينية ستشرف على عملية نزع السلاح من غزة". وقالت: "الفكرة هي إقناع حماس والجماعات المسلحة الأخرى بأن الحكومة الفلسطينية الجديدة هي السلطة الوحيدة المسؤولة عن القانون والنظام والمخول بحيازة واستخدام الأسلحة".
ونقلت عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، لم تسمّه، قوله إن "عملية نزع السلاح ستنفذ على عدة مراحل، مع التركيز أولًا على الأسلحة الثقيلة مثل الصواريخ، ولاحقًا على تفكيك الأسلحة الصغيرة". وأضاف: "لن تنطبق العملية على حماس فقط، بل أيضًا على الميليشيات الأخرى في غزة، بما في ذلك المسلحة والمدعومة من إسرائيل". وبحسب القناة ذاتها، "يمكن للحكومة الفلسطينية أن تطلب من قوة الاستقرار الدولية المشاركة في عملية نزع السلاح والمتفجرات". واستدركت: "نتنياهو متشكك في خطة نزع السلاح، وتكوين الحكومة التقنية، وقوة الاستقرار الدولية، وكذلك بشأن الأدوار المقدمة لتركيا وقطر في غزة". ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع لم تسمه قوله: "لا نرى نتائج الاجتماع في ميامي إيجابية".
كما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، لم تسمه القناة، إن ترامب سيطرح في الاجتماع "قضية الوضع في الضفة الغربية والخوف من انهيار السلطة الفلسطينية". وأضاف: "تريد إدارة ترامب دفع برنامج إصلاح مكثف في السلطة الفلسطينية، لكن ذلك لن ينجح إذا استمرت إسرائيل في خنقها". وتابع: "الإدارة تريد من إسرائيل اتخاذ خطوات للحد من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وإطلاق مليارات الدولارات من عائدات الضرائب الفلسطينية (التي تحتجزها)، والتوصل إلى بعض التفاهمات مع الولايات المتحدة بشأن قضية الاستيطان".
وبحسب القناة الإسرائيلية "يعتقد البيت الأبيض أن الفرص أمام إسرائيل في المنطقة هائلة، لكن الضرر الذي لحق بمكانتها الدولية بعد عامين من الحرب هو الهائل". وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض للقناة: "نحتاج مساعدتهم على تطبيع العلاقات مع بريطانيا قبل أن نساعدهم في تطبيع العلاقات مع السعودية". وقالت: "من الرسائل المتوقع أن يؤكدها ترامب لنتنياهو هي أنه يجب أن ينتقل من عقلية حالة الحرب إلى حالة يفكر فيها في كيفية تعزيز السلام". ونقلت عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله: "قدمنا لنتنياهو كل الفرص والتحديات، ترامب مقتنع بأنه يستطيع مساعدته في كل هذه الأمور، لكن ليس إذا استمرت السياسة كما هي الآن".
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة