ارتفاع إيجارات المنازل يفاقم معاناة السكان في رأس العين وتل أبيض شمال شرقي سوريا


هذا الخبر بعنوان "إيجارات المنازل ترهق سكان آخر نقاط الحكومة شرقي سوريا" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
شهدت مدينتا رأس العين وتل أبيض، الواقعتان شمال شرقي سوريا، خلال الأشهر الماضية، تصاعدًا ملحوظًا في إيجارات المنازل، وذلك بعد فترة من الاستقرار والانخفاض دامت لأكثر من عام. هذا الارتفاع المفاجئ أثار استياءً واسعًا بين السكان، لا سيما أصحاب الدخل المحدود الذين يواجهون صعوبة متزايدة في تأمين سكن لائق.
أوضح عدد من أصحاب المكاتب العقارية لـ"عنب بلدي" أن أصحاب المنازل برروا رفع الإيجارات بزيادة الطلب على السكن، مدعين عودة بعض العائلات إلى المدينتين وتحسنًا نسبيًا في الخدمات المتوفرة. وتخضع هذه المنطقة لسيطرة الحكومة السورية، وتحيط بها مناطق نفوذ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بعد أن سيطر عليها "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا في عام 2019 ضمن عمليات "نبع السلام". وتُعد الحدود التركية المنفذ الوحيد للمنطقة إلى العالم الخارجي.
أسهمت عودة عدد من العائلات إلى مدينة رأس العين خلال الأشهر الماضية في تنشيط الحركة التجارية وزيادة الطلب على المساكن، مما أعاد قدرًا من الحيوية إلى الأسواق المحلية.
من الأمثلة على هذه المعاناة، قصة محمد العزام (38 عامًا) من مدينة تل أبيض، الذي فوجئ برفع إيجار منزله من 15 دولارًا أمريكيًا إلى 35 دولارًا بعد عام كامل من استئجاره، دون إشعار مسبق. وعند استفساره، أخبره المؤجر بوجود عائلات مستعدة لدفع 50 دولارًا للمنزل. أكد محمد أنه لا يستطيع تحمل هذا المبلغ الذي يفوق دخله وإمكاناته المعيشية، مطالبًا بوضع سقف للإيجارات للحد من هذه الزيادات المفاجئة.
وفي رأس العين، لم يتمكن معصوم الحمران (29 عامًا) من تحمل تكاليف إيجار منزله بعد أن رفعه المؤجر فجأة من عشرة دولارات إلى 25 دولارًا أمريكيًا. يعمل معصوم في الإنشاءات ويعتمد دخله بالكامل على هذا العمل، مما يجعل الزيادة عبئًا لا يطاق. وبعد بحث مضنٍ عن بديل دون جدوى، اضطر معصوم للعودة مؤقتًا إلى قريته بالمناجير شرقي رأس العين.
يواجه أغلبية العائدين إلى تل أبيض ورأس العين صعوبة بالغة في العثور على مساكن مناسبة، نتيجة لارتفاع الطلب وقلة المعروض. حسين الحمران وعائلته، اللذان عادا منذ شهرين من الرقة إلى بلدة سلوك، أملاً في الاستقرار، لم يجدا منزلًا للإيجار في سلوك أو تل أبيض أو رأس العين بسعر مناسب. وبعد بحث طويل، وجد حسين منزلًا في تل أبيض بإيجار شهري قدره 100 دولار أمريكي، وهو مبلغ يفوق قدرته المالية بكثير، مما اضطره للاستقرار مؤقتًا في منزل خالته.
يدفع غلاء الإيجارات وندرة المنازل الأهالي والعائدين من الداخل السوري في رأس العين وتل أبيض إلى السكن في شقق غير مهيأة أو مكسوّة، حيث يلجؤون لإغلاق الفتحات فيها بالأقمشة والكرتون لتأمين مأوى مؤقت.
أوضح سمسار العقارات عامر سطام في رأس العين وتل أبيض لـ"عنب بلدي" أن العثور على منزل للإيجار أصبح بالغ الصعوبة خلال الشهرين الماضيين، خاصة بعد إغلاق "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدارس الحكومية في الحسكة والرقة، مما دفع العديد من العائلات للانتقال إلى رأس العين وتل أبيض لتعليم أبنائها وفق المنهاج الحكومي. وأشار سطام إلى أن مكتبه يضم سجلًا لأكثر من 520 عائلة تبحث عن منازل للإيجار، ولم يتمكن من إيجاد سوى ثلاثة منازل فقط، وصل إيجار بعضها إلى 100 دولار أمريكي، وهو مبلغ مرتفع جدًا لمعظم الأسر.
أكد سطام أن الحل الوحيد يكمن في وضع سقف للإيجارات في المدينتين لحماية الأسر من الزيادات المفاجئة وتخفيف العبء المالي عنها، خصوصًا العائلات العائدة والجديدة. وقد تواصلت "عنب بلدي" مع المجالس المحلية في رأس العين وتل أبيض، التي أوضحت أنها تعمل على وضع خطة لتحديد سقف محدد لإيجار المنازل يتناسب مع قدرة المستأجر ومتطلبات المؤجر. ويبلغ عدد السكان في رأس العين وتل أبيض نحو 253 ألف شخص، منهم 12 ألفًا من المهجرين، وفق إحصائية حصلت عليها "عنب بلدي" من المجالس المحلية.
سياسة
سوريا محلي
سوريا محلي
سياسة