الصندوق السيادي السوري يقود قطاع الحديد لمضاعفة الإنتاج وتوطين الإدارة رغم تحديات الطاقة


هذا الخبر بعنوان "قطاع الحديد السوري يضاعف إنتاجه رغم تحديات الطاقة" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٧ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
كشف أحمد حافظ، المدير المالي لشركة إعمار الغد، في تصريح خاص لمنصة سوريا 24، عن تطورات إيجابية وملحوظة في قطاع الحديد السوري بعد مرحلة التحرير. وأكد حافظ أن الإنتاج شهد تحسنًا كبيرًا خلال عام واحد، وذلك رغم التحديات المستمرة، وعلى رأسها نقص الطاقة الكهربائية الذي يحد من قدرة المعامل على العمل بكامل طاقتها.
أوضح حافظ أن شركتي إعمار الغد لصهر المعادن وفورس ستيل تعملان كمنظومة صناعية متكاملة. تتخصص شركة إعمار الغد في إنتاج الحديد الصلب عبر صهر السكراب باستخدام أفران القوس الكهربائي، بينما تتولى شركة فورس ستيل درفلة هذا الحديد وتحويله إلى قضبان تسليح جاهزة للاستخدام في السوق المحلية. يقع معملا الصهر والدرفلة متجاورين في مدينة حسياء الصناعية بالقرب من مدينة حمص، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويقلل من الهدر اللوجستي.
وأشار حافظ إلى أن الشركتين تتبعان حاليًا لإدارة الصندوق السيادي السوري، الذي تسلمهما بعد التحرير أواخر عام 2024، إثر خروجهما من الملكيات الخاصة السابقة. وأكد أن الصندوق السيادي أشرف منذ استلامه على إعادة تشغيل المعامل وضمان استمرارية العمل، سعيًا لتحقيق أفضل طاقة إنتاجية ممكنة ضمن الظروف المتاحة، مع الحفاظ على الطابع الوطني للإدارة والكوادر.
وبيّن أن الهيكليات الإدارية والقيادات العليا بقيت سورية بالكامل، بعد أن كان هناك اعتماد جزئي سابقًا على خبرات أجنبية. وقد عمل الصندوق السيادي على تأهيل الكوادر السورية والاستغناء عن الموظفين الأجانب، لتصبح إدارة وتشغيل المعامل اليوم تتم بأيادٍ وطنية "من الألف إلى الياء".
فيما يخص الإنتاج، أوضح حافظ أن كميات إنتاج الحديد الصلب تتراوح شهريًا بين 5 و7 آلاف طن، وذلك بحسب ساعات التغذية الكهربائية المتاحة. أما إنتاج حديد التسليح عبر معمل الدرفلة فيتراوح بين 20 و25 ألف طن شهريًا. وأكد أن هذه الأرقام تمثل تحسنًا كبيرًا مقارنة بالسنوات الماضية، حيث تضاعف الإنتاج في معمل فورس ستيل لأكثر من الضعف خلال العام الحالي، مما انعكس إيجابًا على ربحية المعمل واستقراره المالي.
ولفت إلى أن الكهرباء تظل التحدي الأكبر أمام الوصول إلى الطاقة القصوى، إذ يحتاج فرن القوس الكهربائي إلى طاقة تتراوح بين 40 و45 ميغاواط، مما يجعل التشغيل على مدار 24 ساعة أمرًا غير ممكن حاليًا. وأوضح أن وزارة الكهرباء تخصص برامج تشغيل أسبوعية أو شهرية لتحديد أيام وساعات العمل، في إطار سعيها لتوزيع الطاقة المتاحة على مختلف القطاعات الإنتاجية لضمان استمرارية النشاط الاقتصادي.
وأضاف حافظ أن الطاقة النظرية للفرن تسمح بإنتاج نحو 600 طن يوميًا في حال التشغيل الكامل، إلا أن الإنتاج الفعلي حاليًا يتراوح بين 400 و550 طن في أيام التشغيل، تبعًا لساعات الكهرباء المتاحة وعدد أيام العمل أسبوعيًا.
عن واقع السوق المحلية، قدّر حافظ حجم استهلاك السوق السورية من حديد التسليح بما يتراوح بين 60 و80 ألف طن شهريًا، مشيرًا إلى أن البلاد لم تدخل بعد مرحلة إعادة الإعمار الشامل، مما يعني أن الطلب الحالي لا يزال دون مستوياته المستقبلية المتوقعة. وأكد أن فتح باب الاستيراد ووجود منافسة في السوق أسهما في خفض أسعار الحديد بنحو 100 دولار مقارنة بالعام الماضي، دون أن يؤثر ذلك سلبًا على الجودة، التي وصفها بأنها عنصر أساسي لا يمكن التنازل عنه.
وفيما يتعلق بالعمالة، أوضح حافظ أن المعملين يشغلان نحو 770 عاملًا، وقد شهدت أوضاعهم المعيشية تحسنًا ملحوظًا خلال العام الجاري، مع زيادات على الرواتب، إضافة إلى دراسات مستمرة لتطوير الأجور خلال العام المقبل بما يواكب ظروف السوق.
أشار حافظ إلى أن مرحلة ما بعد التحرير أسهمت في تسهيل سلاسة العمليات التشغيلية، خاصة في مجال الاستيراد، حيث أصبح بالإمكان إدخال المواد الأولية والمستلزمات الصناعية مباشرة عبر الموانئ السورية، وعلى رأسها مرفأ اللاذقية، بعد أن كانت تتم سابقًا عبر لبنان، مما كان يرفع الكلفة ويؤخر الإنتاج.
وأكد حافظ أن أرباح المعامل لم تعد تذهب إلى أفراد أو جهات خاصة، بل تُحوَّل لصالح الصندوق السيادي السوري، وبالتالي إلى خزينة الدولة. ولفت إلى أن الصندوق السيادي لا يقوم حاليًا بسحب أي أرباح من الشركات التابعة له، بل يركز على إعادة استثمار العائدات في عمليات التطوير وإعادة التأهيل، خاصة أن هذه الشركات كانت عند استلامها تفتقر إلى أي أرصدة، سواء من حيث المخزون أو الأرصدة البنكية.
ختم حافظ بالإشارة إلى وجود خطط تطوير وتوسعة مستقبلية لقطاع الحديد التابع للصندوق السيادي، الذي يضم خمس شركات عاملة في هذا المجال. وأكد أن المرحلة الحالية تركز على تثبيت الإنتاج، رفع الكفاءة التشغيلية، وتعزيز دور الصناعة الوطنية في دعم الاقتصاد السوري وتلبية احتياجات السوق المحلية.
يُذكر أن شركتي إعمار الغد وفورس ستيل كانتا مملوكتين سابقًا لرجل الأعمال السوري سامر الفوز، المعروف بقربه من نظام بشار الأسد. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على الفوز في منتصف عام 2019، كما أدرجه الاتحاد الأوروبي على لائحة العقوبات مطلع العام نفسه، على خلفية اتهامات تتعلق بدعمه للنظام السوري واستفادته من علاقاته السياسية.
وبعد انتقال ملكية الشركتين إلى الصندوق السيادي السوري عقب التحرير، باتت عائداتهما تُدار ضمن إطار مؤسساتي رسمي، وتُوجَّه اليوم لخدمة الخزينة العامة ودعم عملية إعادة تأهيل القطاع الصناعي، في تحول لافت يعكس تغييرًا جوهريًا في مسار إدارة هذه الأصول الاقتصادية.
سوريا محلي
سوريا محلي
سياسة
سوريا محلي