الانفصال في سوريا: لعنة تمزق النسيج الوطني وتهدد مستقبل الأمة


هذا الخبر بعنوان "رايات الانفصال.. كل دعوة للتقسيم تحت اي مسمى هي دعوة لرسم حدود الدم ..الدم السوري" نشر أولاً على موقع alwatanonline وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
يظهر دعاة الانفصال وكأنهم يتاجرون بالوطن في سوق الأعداء، فهم بذلك ينسجون حبالاً ستلتف حول أعناقهم، ويقيمون مشانق لن يُعلّق عليها سوى اسم الوطن لا راياتهم الخاصة. وفي هذا السياق، نستذكر قول ابن خلدون: "الملك لا يتم إلا بالعصبية، فإذا تفرّقت العصبية انهدم أساس الدولة." لذا، يجب أن تكون عصبيتنا لسوريتنا الجامعة، لا لطائفة أو عرق أو دين معين.
إن الانفصال يتجاوز كونه مجرد شعار سياسي ليصبح لعنة تتغلغل في الروح، تمزق وشائج الدم، وتحول الأخ إلى غريب. إنه يمثل خيانة مزدوجة للوطن وللتاريخ على حد سواء، فهو يشرع الأبواب أمام الهيمنة الأجنبية، ويحول الأرض إلى رقعة شطرنج يحركها الآخرون وفق مصالحهم. وفي هذا الوقت العصيب، تزداد حاجتنا للتذكير بأن الأوطان لا تُبنى بالرايات المتعددة، بل بالعلم الواحد الذي يظلل جميع أبنائها.
إن من يرفعون رايات الانفصال يرفعون معها أعواد مشانق الوطن ذاته، فهم بذلك يضعون الشعب أمام خيارين كلاهما مرير: إما الانقسام الذي يمهد الطريق للهيمنة الخارجية، أو الصراع الداخلي الذي يستنزف طاقات المجتمع. وفي كلتا الحالتين، تبقى النتيجة واحدة: وطن مصلوب على أعمدة التشرذم، وشعب يرزح تحت أعباء الذل.
لا يمكن للسياسة الرشيدة أن تُبنى على أوهام الانفصال، بل يجب أن ترتكز على تعزيز البيت السوري الموحد، وإعادة بناء جسور الثقة بين جميع مكونات المجتمع، وتكريس مفهوم المواطنة الجامعة. فالوطن ليس حكراً على فئة أو طائفة أو حزب، بل هو بيت يجمع الجميع، وسقوطه لا يعني سوى سقوط الجميع.
إن مواجهة دعاة الانفصال لا تقتصر على مجرد الشعارات، بل تتطلب عملاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً متكاملاً يعيد الاعتبار لمفهوم الدولة الجامعة، ويحصّن المجتمع ضد أي مشاريع تفكيكية. فالوطن الذي يوحده علم واحد هو وحده القادر على مواجهة التحديات والصمود، بينما الوطن الذي تتنازعه الرايات المختلفة يسير بخطى ثابتة نحو الهاوية والمشانق.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة