كارثة صحية تلوح في الأفق: مياه الصرف الصحي تروي مزارع القامشلي وتهدد سلامة الغذاء


هذا الخبر بعنوان "القامشلي: مياه الصرف الصحي تهدد سلامة الغذاء" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تتفاقم المخاوف الصحية في مدينة القامشلي مع استمرار استخدام مياه ملوثة في ريّ الأراضي الزراعية الواقعة على ضفاف نهر جغجغ، الذي تحوّل فعليًا إلى مصبّ لمياه الصرف الصحي. يأتي هذا الوضع في ظل غياب حلول جذرية من الجهات المعنية، وعدم وجود رقابة واضحة على الخضروات التي تصل إلى الأسواق المحلية.
في تصريح لـ "سوريا 24"، أوضح المحامي أبو عبد الرحمن، أحد سكان حي الزهور، أن معظم الأراضي الزراعية المحاذية للنهر تُسقى حاليًا من مياهه، رغم توقف تدفّقه منذ سنوات. وبيّن أن تركيا أوقفت جريانه منذ فترة طويلة، ما حوّل مجراه إلى قناة لتصريف مياه الصرف الصحي القادمة من أحياء المدينة. وأضاف أبو عبد الرحمن أن هذه المياه تُستخدم مباشرة في ريّ المزروعات، مما يجعل الخضروات المنتجة ملوثة بالجراثيم والبكتيريا، وتصل إلى منازل الأهالي والأسواق دون أي تحذير صحي.
وأشار أبو عبد الرحمن إلى أن هذا الواقع يشكل خطرًا مباشرًا على الصحة العامة، وقد يؤدي إلى انتشار أمراض معوية وجلدية، بالإضافة إلى حالات تسمم غذائي، خاصة بين الأطفال وكبار السن. وأكد أن مؤشرات انتشار الأمراض بدأت تظهر بالفعل، وأن الوضع الحالي ينذر بكارثة صحية على مستوى المدينة إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل.
من جهته، أفاد عمار، أحد سكان الحي، أن النهر لم يعد يُنظر إليه كمصدر للمياه، بل أصبح مجرى مكشوفًا لمياه الصرف الصحي، لافتًا إلى أن معظم الأحياء الواقعة على خط النهر تقوم بتصريف مياهها مباشرة فيه. وأضاف أن الأهالي يشاهدون يوميًا عمليات ريّ الأراضي الزراعية القريبة من النهر بهذه المياه الملوثة، بينما تتفاقم المعاناة خلال فصل الصيف مع انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات، الأمر الذي ينعكس سلبًا على السكان القريبين، وخصوصًا الأطفال الذين يلعبون في محيط النهر.
بدوره، كشف أحمد، وهو من سكان المنطقة، أن الخضروات المزروعة في تلك الأراضي تُطرح في الأسواق على أنها قادمة من محافظات أخرى، بينما هي في الأصل مسقية من مياه الصرف الصحي. وأشار إلى حادثة عثوره على ديدان داخل خس اشتراه من السوق، معتبرًا ذلك دليلًا واضحًا على حجم التلوث، ومحذرًا من مخاطر صحية كبيرة قد تصيب الجهاز الهضمي وتؤدي إلى انتشار أمراض وأوبئة، في ظل غياب رقابة حقيقية من الجهات المختصة، وعدم وجود حملات توعية أو تحذير للمواطنين.
ويجمع أهالي الأحياء المحاذية للنهر على أن مطالبهم باتت واضحة، وتشمل ضرورة إيجاد معالجة فورية وفعالة لمياه الصرف الصحي، ومنع استخدام مياه النهر الملوثة في ريّ المزروعات، إضافة إلى تشديد الرقابة على المنتجات الزراعية المطروحة في الأسواق، حفاظًا على سلامة الغذاء وصحة سكان مدينة القامشلي، قبل أن تتفاقم المشكلة إلى أزمة صحية شاملة يصعب احتواؤها.
صحة
صحة
صحة
صحة