وصول الدفعة الثانية من السوريين العالقين في السودان: تحديات العودة وقرار الإعفاء من الغرامات

بدأت دفعات من المواطنين السوريين المقيمين في السودان بالعودة إلى وطنهم، وذلك في ظل الأوضاع الإنسانية القاسية التي فرضتها الحرب المستمرة هناك منذ ربيع عام 2023. وقد واجه آلاف السوريين صعوبات قانونية واقتصادية حادة، مما دفع العديد منهم إلى البحث عن فرصة للعودة أو إيجاد بدائل أخرى.

من المتوقع وصول الدفعة الثانية من السوريين العائدين اليوم الاثنين 29 كانون الأول، بعد أيام قليلة من عودة الدفعة الأولى التي وصلت إلى مطار دمشق الدولي يوم 22 كانون الأول الجاري. تأتي هذه العودة بتنسيق بين وزارة الخارجية والمغتربين السورية ومنظمة الهجرة الدولية (IOM). وقد شملت الدفعة الأولى 32 سوريًا، عانوا من ظروف إنسانية صعبة خلال فترات إقامتهم المتفاوتة في السودان.

تضمنت التحديات التي واجهها هؤلاء السوريون صعوبات معيشية وقانونية متعددة، أبرزها تعقيدات تجديد الإقامات وتراكم الغرامات المالية. كما توقفت مصادر دخلهم وتراجعت قدرتهم على متابعة المعاملات الرسمية، بالإضافة إلى تعطل المؤسسات الرسمية بسبب الصراع الدائر. هذه الصعوبات دفعت مئات السوريين إلى مواجهة تحديات كبيرة في تسوية أوضاعهم القانونية خلال الفترة الماضية، مما اضطر بعضهم إلى محاولة المغادرة بطرق غير نظامية إلى دول مجاورة مثل مصر، بينما فضل آخرون انتظار تدخل رسمي أو دعم من الجهات المعنية.

في خطوة مهمة تهدف إلى تخفيف الأعباء عن الجالية السورية، أعلنت وزارة الداخلية السودانية في 3 كانون الأول الجاري عن بدء تنفيذ قرار يقضي بإعفاء السوريين من جميع مخالفات وغرامات الإقامة. ويهدف هذا القرار إلى "تخفيف الأعباء الإجرائية عن السوريين المقيمين في البلاد".

وفقًا لوسائل إعلام سودانية، دخل القرار حيز التنفيذ اعتبارًا من 25 تشرين الثاني الماضي، ويستمر لمدة 50 يومًا. يتيح هذا الإجراء للسوريين الذين دخلوا السودان أو أقاموا فيه قبل 15 نيسان 2023، وهو تاريخ بدء الحرب، تسوية أوضاعهم القانونية دون الحاجة لدفع الغرامات المتراكمة. وقد أكدت سفارة السودان في دمشق إقرار القرار رسميًا، مع توجيه الجهات المختصة في السودان لتسهيل تطبيقه وضمان تنفيذ إجراءاته خلال المدة المحددة.

يعيش آلاف السوريين في السودان، وقد فر العديد منهم إلى هناك سابقًا هربًا من الحرب في سوريا. ومع اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في نيسان 2023، وجد السوريون أنفسهم مجددًا في بيئة متوترة وغير مستقرة. تفاقمت تحديات الإقامة والعمل والمعيشة بشكل كبير، مما جعل العودة إلى سوريا خيارًا مطروحًا للكثيرين، على الرغم من الصعوبات التي لا تزال قائمة في وطنهم الأم.

تأتي عملية الإعادة الحالية ضمن جهود تنسيقية مشتركة بين السلطات السورية والمنظمات الدولية، بهدف تسهيل عودة السوريين العالقين في السودان والراغبين في العودة إلى بلادهم.