دمشق تستضيف ورشة عمل لتعزيز الثقة المجتمعية وتكشف عن إطلاق منصة رقمية جديدة

نظمت الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، بالتعاون مع محافظة دمشق، ورشة عمل تفاعلية في فندق "الشام" بدمشق، تحت عنوان "تعزيز الشفافية وبناء الثقة المجتمعية". تهدف الورشة إلى إرساء حوار فعال يعيد بناء العلاقة بين مؤسسات الدولة ومختلف شرائح المجتمع، ويدعم التكامل بينهما. كما تسعى إلى إبراز الدور المحوري للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش كجهة رقابية مستقلة، تعمل على تحسين الأداء الإداري، وصون المال العام، وترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية.

وفي سياق متصل، أوضح محافظ دمشق، ماهر مروان إدلبي، في تصريح لوكالة سانا، أن الورشة ناقشت واقع العمل المؤسساتي والتحديات القائمة، بالإضافة إلى استعراض آليات فعالة لإشراك المجتمع المحلي. وأكد إدلبي على أهمية توفير قنوات صحيحة للمواطنين لتقديم الشكاوى والاستفسارات وممارسة الرقابة المجتمعية، مشيراً إلى التنسيق المتقدم والتعاون المنظم بين المحافظة والهيئة، والذي يساهم في تعزيز الثقة المتبادلة.

كما شدد إدلبي على ضرورة تجاوز الفجوات التي كانت قائمة بين المجتمع والمؤسسات، وترسيخ القيم الأخلاقية في كافة جوانب العمل العام. وأكد على أهمية تعزيز الرقابة الداخلية، والعمل على تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، ومنع أي ممارسات غير مشروعة قد تعرقل حصولهم على الخدمات.

وفي تطور لافت، كشف المحافظ إدلبي عن قرب إطلاق منصة رقمية تجريبية، وصفها بأنها ستكون محوراً أساسياً في عمل المحافظة خلال المرحلة الراهنة. وأوضح أن هذه المنصة ستسهم في تقليل الاحتكاك المباشر مع المواطنين، وتسهيل الإجراءات الإدارية بشكل كبير.

من جانبه، وصف رئيس مجلس الدولة، القاضي عبد الرزاق كعدي، ورشة العمل هذه، التي تركز على النزاهة والشفافية وبناء المجتمع، بأنها مساحة حوارية حيوية. وأشار إلى أنها تتيح فرصة مهمة لطرح أفكار المواطنين واستفساراتهم، مما يعزز أسس الثقة بين المواطن والجهات الحكومية.

وأضاف كعدي أن الورشة بحثت قضايا متنوعة تتعلق بتطوير العلاقة بين الدولة والمجتمع، بما يتوافق مع متطلبات التطور المجتمعي، ويهدف إلى بناء مجتمع يقوم على مبادئ النزاهة والمساءلة.

بدوره، أكد مسؤول العلاقات العامة في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، هشام الخطيب، أن تنظيم مثل هذه الورشات التي تستهدف تعزيز الشفافية وبناء الثقة المجتمعية، يندرج ضمن جهود إصلاح العلاقة بين الدولة والمواطنين. وأوضح أنها تسعى لمعالجة الفجوة التي نتجت عن النظام البائد، مشيراً إلى أن هذه الورشة هي المحطة الثالثة في هذا المسار، بعد ورشتي عمل سابقتين في محافظتي حمص وإدلب.

وقد شهدت الورشة حضوراً لافتاً من عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية وممثلي الفعاليات المجتمعية.

يُذكر أن الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش كانت قد أطلقت في الثلاثين من تشرين الأول الماضي "مصفوفة النزاهة والشفافية"، التي تتضمن قواعد ومعايير واضحة، لتشكل إطاراً وطنياً موحداً لتقييم الأداء وترسيخ ثقافة مؤسساتية مبنية على المساءلة والمسؤولية.