دير الزور تستضيف ملتقى "جسور العلم": التكنولوجيا المتقدمة ركيزة لتقييم الأضرار ودعم إعادة الإعمار


هذا الخبر بعنوان "دير الزور.. ملتقى يبحث توظيف التكنولوجيا بإعادة الإعمار" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
انطلقت في جامعة "الفرات" بمدينة دير الزور فعاليات ملتقى "جسور العلم" يوم الأحد 28 من كانون الأول، بهدف إيجاد مساحة فكرية لتبادل الأفكار وتعزيز الحوار العلمي وتطوير البحث الأكاديمي، وذلك لتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في جهود إعادة الإعمار بسوريا. وقد تضمن الملتقى عروضًا تقديمية استلهمت موضوعاتها من الاحتياجات الفعلية للجامعات السورية وواقع البحث العلمي، وقدمت حلولًا مستوحاة من التجارب العالمية، مع إعادة صياغتها لتتناسب مع خصوصية الحالة السورية ومرحلة إعادة الإعمار.
شهد الملتقى مشاركة واسعة من أكاديميين وخبراء سوريين يعملون في مؤسسات عالمية، بالإضافة إلى حضور رسمي رفيع المستوى، حيث شارك وزير التعليم العالي، مروان الحلبي، ووزير الصحة، مصعب العلي، ومحافظ دير الزور، غسان السيد أحمد.
على هامش فعاليات الملتقى، شهدت مدينة دير الزور انطلاق تجارب علمية رائدة باستخدام أحدث تقنيات رسم الخرائط الرقمية ثلاثية الأبعاد (3D Laser Scanning). يهدف هذا المشروع إلى توظيف التكنولوجيا المتقدمة في توثيق الواقع العمراني ودعم الأبحاث العلمية المتعلقة بالمدن السورية المتضررة.
في تصريح خاص لعنب بلدي، أوضح مدير المجلس العلمي السوري، الدكتور سامر كرم، أنه تم إحضار أجهزة متطورة لرسم الخرائط ثلاثية الأبعاد من مخابر جامعة "دارمشتات" التقنية في ألمانيا إلى سوريا. يأتي ذلك ضمن نشاط بحثي يهدف إلى دعم توثيق المواقع المتضررة وتعزيز التدريب العملي للطلاب المحليين. وأشار كرم إلى أن الأجهزة تشمل ماسحًا ليزريًا محمولًا، وكاميرا ثلاثية الأبعاد من نوع (Intel RealSense) القادرة على تسجيل الصور والمعلومات الفراغية والعمق، والتي تُستخدم بياناتها لاحقًا في تطبيقات التحليل الهندسي وتقنيات الذكاء الصناعي.
نظم ملتقى "جسور العلم" لقاءً ميدانيًا مع طلاب كلية الهندسة المدنية في جامعة "الفرات". تضمن اللقاء تنفيذ مسح ثلاثي الأبعاد في كنيسة "الأرمن" الواقعة بشارع سينما فؤاد، وهي أحد المعالم الأثرية التي تعرضت لدمار خلال سنوات الحرب.
قدم الدكتور سامر كرم، مدير المجلس العلمي السوري، شرحًا وافيًا للطلاب حول الأهمية المتزايدة للخرائط الرقمية والنمذجة ثلاثية الأبعاد في العالم المعاصر، الذي يتجه نحو الرقمنة الشاملة والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المكانية واتخاذ القرار. كما شمل التدريب، الذي حضرته عنب بلدي، شرحًا عمليًا لآلية عمل الأجهزة وكيفية جمع البيانات وتحويل الموقع الحقيقي إلى نموذج رقمي (Digital Twin) يمكن تحليله ودراسته لاحقًا لتقييم الأضرار وحفظ الذاكرة المعمارية، ودعم التخطيط العمراني وأعمال الترميم، خاصة عند دمجها مع خوارزميات الكشف الآلي عن الأضرار.
من جانبها، أعربت الطالبة نور كمور من كلية الهندسة المدنية بجامعة "الفرات" لعنب بلدي، عن استفادتها الكبيرة من الجولة التدريبية، مشيرة إلى أنهم تمكنوا من التعلم على أجهزة حديثة ستساعدهم في مشاريع تخرجهم والاستفادة منها في نقاط معمارية أو إنشائية أو لأهداف سياحية. وأكدت أن الطلاب لم تكن لديهم فكرة سابقة عن هذه الأجهزة المتطورة، حيث كانت جامعتهم تعتمد على أجهزة "2D" فقط.
تأتي البيانات التي جُمعت في كنيسة "الأرمن"، بالإضافة إلى بيانات أخرى من المدينة القديمة في حلب وحمص ودير الزور، ضمن مشروع بحثي للدكتور سامر كرم في جامعة "دارمشتات" الألمانية، وبالاشتراك مع باحثين من الجامعات السورية، ومنهم الدكتور حسن جبريني من جامعة "حلب"، بحسب ما صرح به كرم لعنب بلدي. يهدف هذا المشروع إلى إنشاء مجموعات بيانات مكانية خاصة بالمناطق الخارجة من النزاعات والكوارث الطبيعية، ومن المخطط إتاحة هذه البيانات بشكل مفتوح (Open Access) للباحثين حول العالم، لتمكينهم من اختبار وتطوير خوارزميات وفرضياتها على بيانات واقعية تعكس تعقيدات البيئات السورية.
أكد الدكتور حسن الخضر، المتخصص في الذكاء الاصطناعي، في حديثه لعنب بلدي، أن هذه البيانات تكتسب أهمية مضاعفة في السياق السوري، كون تقييم الأضرار يمثل خطوة أساسية في أي عملية إعادة إعمار مستقبلية، ولا يمكن تنفيذها بدقة دون بيانات مكانية موثوقة. وأضاف الخضر أن هذه البيانات "عابرة للتخصصات"، وتشكل أساسًا مهمًا للأبحاث الأكاديمية وطلاب الدراسات العليا، سواء في كشف التغيرات المكانية، أو مقارنة تقنيات المسح (بالليزر والمسيّرات)، أو تطوير نماذج ذكية تدعم اتخاذ القرار في مراحل إعادة الإعمار.
سوريا محلي
علوم وتكنلوجيا
سوريا محلي
سوريا محلي