معرض "نتذكر ونقاوم" في داريا: فنانون سوريون ناجون يحيون ذكرى مجازر الكيماوي بلوحات فنية


هذا الخبر بعنوان "حملة “لا تخنقوا الحقيقة” تستعيد مأساة الكيماوي في معرض فني في داريا" نشر أولاً على موقع sana.sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في خطوة فنية مؤثرة، استضاف المركز الثقافي في داريا، ضمن حملة "لا تخنقوا الحقيقة"، معرضاً فنياً جمع 11 فناناً سورياً قدموا 12 لوحة تحاكي مأساة مجازر الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد في مناطق سورية متعددة. يهدف المعرض إلى توظيف الفن في نقل صور معاناة الشعب السوري على مدى أربعة عشر عاماً.
الفنانون المشاركون في المعرض هم من الناجين الذين عايشوا المجازر والتهجير والمعاناة، وقد عبر كل منهم عن مشاهداته وتجاربه باللون والريشة. فارس المنجد، المنسق العام للحملة وأحد الناجين من مجزرة الأسلحة الكيميائية في الغوطة عام 2013، صرح لوكالة سانا بأن المعرض، الذي يحمل عنوان "نتذكر ونقاوم"، أُطلق للمرة الأولى عام 2023 بالتزامن مع انطلاق المؤتمر الدولي الأول لضحايا الأسلحة الكيميائية في مدينة لاهاي.
وأوضح المنجد أن الأهداف الرئيسية للمعرض تتمثل في الحفاظ على الذاكرة الجماعية لضحايا الهجمات الكيميائية، ونقل شهاداتهم إلى المجتمع الدولي لمقاومة الإنكار، وتعريف من غابت عنهم حقيقة ما جرى من مجازر ومعاناة. وأشار إلى أن اختيار اللوحات الفنية كوسيلة للتعبير جاء لكونها لا تنتهك كرامة الضحايا، وفي الوقت نفسه تنقل صورة فنية من وجهة نظر الفنان الذي عاش تلك اللحظات. وقد سبق أن أقيم المعرض في مدينة زملكا قبل شهرين، وتعد داريا محطته الثانية، بينما ستكون المحطة القادمة في مدينة المعضمية، ليجول بعدها في مختلف المناطق السورية.
من جانبها، أفادت روعة حيدر من فريق الحملة بأن حملة "لا تخنقوا الحقيقة" تمتلك مكاتب في عربين وخان شيخون، وتعتمد على المتطوعين والداعمين في تنظيم حملاتها المتنقلة. وتهدف الحملة إلى جمع الشهادات وحفظ السردية ونقل الحقيقة كاملة دون تزييف إلى المجتمع السوري. وأكدت حيدر أن الحملة أصبحت أقوى في إيصال رسالتها بعد التحرير، وتسعى لتحقيق العدالة والحفاظ على الحقيقة كما هي، وتعقد جلسات تجمع الناجين مع منظمات حقوقية وأكاديميين مختصين لدعم مسار العدالة.
تضمنت اللوحات المعروضة أعمالاً مستوحاة من وقائع حقيقية، حيث عرض الفنان أكرم سويدان لوحة بعنوان "أنفاس"، موضحاً أنها تجسد الصواريخ الكيميائية التي لم يكن لها صوت انفجار، لكنها حصدت أرواحاً كثيرة، خاصة الأطفال، في مشهد موت صامت. كما لفت الفنان رياض عبد المجيد، من مدينة دوما، في إحدى لوحاته إلى توسع حدقة العين كأحد آثار التعرض للغازات السامة، وجسّد في لوحة ثانية أماً تشاهد ابنتها تختنق دون قدرة على إنقاذها، مؤكداً أن لوحاته مستوحاة من واقعة حقيقية.
يُذكر أن حملة "لا تخنقوا الحقيقة" أطلقتها عام 2020 مجموعة من الناشطين السوريين الناجين من المجازر الكيميائية في الغوطة. وتهدف الحملة إلى مناهضة إنكار مجازر الكيماوي في سوريا، وقد قدمت عروضاً سابقة في عدة مدن عالمية وأوروبية، ووثقت 222 ضربة كيميائية نفذها النظام البائد في مناطق عديدة، منها خان شيخون ودوما وزملكا.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة