القبض على أديب سليمان: تفاصيل سقوط "رجل المهام الخارجية" من الحرس الجمهوري إلى وحل الفساد والمخدرات في السيدة زينب


هذا الخبر بعنوان "اعتقال أديب سليمان: "رجل المهام الخارجية" الذي غرق في وحل العقارات والمخدرات بالسيدة زينب" نشر أولاً على موقع zamanalwsl وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٣١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أعلنت وزارة الداخلية السورية، يوم الثلاثاء، عن إلقاء القبض على أديب علي سليمان، الذي شغل سابقًا منصب رئيس فرع للأمن العسكري ضمن النظام. يأتي هذا الاعتقال لتورطه في عدة جرائم خطيرة، من بينها إدخال "مليشيات أجنبية" إلى البلاد وتهريب المخدرات.
كشفت وثائق مسربة عن السيرة الذاتية والمهنية الكاملة للعميد ركن أديب علي سليمان، أحد أبرز ضباط شعبة المخابرات العسكرية السورية. ترسم هذه الوثائق صورة معقدة لضابط تدرج من النخبة في "الحرس الجمهوري" إلى إدارة قطاعات أمنية حساسة. شابت مسيرته ملفات فساد، وصراعات نفوذ مع ميليشيات حليفة، بالإضافة إلى اتهامات بالتستر على تجارة الممنوعات.
وُلد أديب سليمان في قرية "سرستان" التابعة لصافيتا عام 1967، وبدأ مسيرته العسكرية كضابط اختصاص "مدرعات". لفتت التقارير الحزبية مبكرًا الانتباه إلى "التزامه البعثي المطلق"، مما أهله للانخراط في الحرس الجمهوري، تحديدًا في الكتيبة 66 مراسم.
المثير في ملفه هو حجم "الإيفادات الخارجية" التي نالها في العقدين الماضيين. تشير الوثائق إلى إرساله في مهام رسمية إلى عواصم عالمية وعربية شملت طهران عام 1997، وباريس عام 1998، وجنيف عام 2000، والأردن عام 2001، والبحرين عام 2006، وصولًا إلى براغ في تشيكيا عام 2018. يعكس هذا الثقة التي كان يوليها النظام له كواجهة عسكرية في مهام خارجية حساسة.
في عام 2016، انتقل سليمان إلى ملاك شعبة المخابرات العسكرية، وتحديدًا الفرع 227. هناك، تسلم قيادة قطاع "الزاهرة" ثم رئاسة قسم "السيدة زينب" في عام 2017. في هذه المنطقة، بدأ صيته يبرز ليس فقط كضابط أمن، بل كـ"حاكم مطلق" للمنطقة.
تشير التقارير السرية لعام 2018 إلى أن سليمان سعى لفرض سلطته الشخصية على السيدة زينب، متجاهلاً تنسيق المخابرات العامة. ووصل به الأمر إلى "منع أي دورية أمنية أو شرطية من دخول المنطقة إلا بموافقته الشخصية". كما تورط في صدامات مع ضباط آخرين، منها حادثة الاعتداء على منزل العميد "جمال العلي" وترهيب ابنه، وهي الحادثة التي تمت تسويتها بـ"الاعتذار" لا المحاسبة.
تظهر الصورة الأكثر قتامة في تقرير "ضابط أمن الفرع 227" لعام 2019، والذي اتهم سليمان صراحةً بتحويل قطاع السيدة زينب إلى:
ورغم خطورة هذه التقارير، تشير الوثيقة إلى أن "اللواء رئيس شعبة المخابرات لم يتخذ أي قرار حيالها"، بل على العكس، تم ترفيعه إلى رتبة عميد ركن مطلع عام 2020.
بعد سنوات "السيدة زينب" الجدلية، نُقل سليمان إلى الفرع 261 (فرع سعسع) بريف دمشق والقنيطرة، وتولى رئاسة قسمي "مكافحة الإرهاب" و"المعلومات". هناك، حاول استعادة بريقه المهني من خلال تقارير تتحدث عن "توقيف إرهابيين" و"تحرير مخطوفين عرب" في حمص، مما منحه ثناءات متكررة ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى.
تنتهي الوثائق المسربة بوصفه "ضابطاً مندفعاً" في تقييمات عام 2022، مع التوصية باستبقائه في الخدمة رغم بلوغه السن القانونية. في النهاية، كان مصيره الاعتقال على يد وزارة الداخلية في سوريا الجديدة.
الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة