يعيش سكان الأحياء العشوائية في دمشق معاناة متفاقمة مع قدوم الشتاء، حيث تزداد حدة مشاكل الصرف الصحي المتردية. وعلى الرغم من الإجراءات التي تتخذها المديريات الخدمية، إلا أنها تصطدم بصعوبات جمة.
أكد سكان منطقة المزة 86 أن مشكلة الصرف الصحي قديمة ومستعصية، مشيرين إلى أن الشبكة الحالية تجاوزت 30 عامًا ولا تفي بالمعايير الصحية. وأضافوا أن لجان الأحياء رفعت كتبًا للمحافظة لمعالجة الأمر، لكن الحلول تقتصر على "تسليك" مؤقت لا يعالج المشكلة جذريًا، مع تحمل السكان تكاليف باهظة عند كل صيانة.
يشكو الأهالي من استمرار المعاناة مع مجرور الصرف الصحي منذ أسبوعين، مع وجود خلل كبير. ويتساءلون عن جدوى انتظار خطة العام القادم لمعالجة المشكلة، في ظل انتشار الروائح الكريهة والقوارض والحشرات. ويطالبون بحلول عاجلة بدلًا من الانتظار عامًا كاملًا لاستبدال مجرور الصرف الصحي.
يصف السكان الوضع المأساوي بانتشار مياه الصرف الصحي أمام الملأ، وتدفقها نحو المحال والمنازل، مطالبين بتدخل فاعل وتحمل المسؤولين والمديريات لمسؤولياتهم. ويشيرون إلى أن الطريق المتضرر هو ممر رئيسي للطلاب والعائلات، بالإضافة إلى تجمع المياه داخل المنازل والمحال.
من جهته، كشف مدير الشركة العامة للصرف الصحي، ميخائيل سمعان، عن وجود 3 عقود لاستبدال خطوط الصرف الصحي في مناطق العشوائيات (ركن الدين، المزة 86، عش الورور...) بقيمة 3 مليارات ليرة سورية، تنتظر التصديق في رئاسة مجلس الوزراء. وأشار إلى أن الشركة التابعة لوزارة الموارد المائية قدمت 4 عقود استبدال للمحافظة بحاجة إلى المصادقة.
وأوضح سمعان أنه يتم تخصيص "صاروخ" يوميًا لمنطقة الـ 86، مع العمل بالإمكانات المتاحة في ظل نقص الآليات، مشيرًا إلى أن جزءًا من 8 صواريخ الصرف الصحي بحاجة إلى صيانة.
بدوره، أكد مدير الصيانة في المحافظة، عامر خليل، اتخاذ كافة الإجراءات لتنظيف الأنفاق والشوايات المطرية استعدادًا للشتاء، مشيرًا إلى إنجاز الأعمال بنسبة 100% وعدم تسجيل أي اختناقات بسبب الأمطار الغزيرة.