أفاد مسؤول في مؤسسة مياه السويداء لـ"الوطن" بأن شبكة المياه في المدينة قد تضررت بشكل كبير نتيجة التفجيرات وقذائف الهاون التي شهدتها المحافظة مؤخراً. وأوضح أن هذه الأحداث الأمنية أدت إلى تعطيل العديد من خطوط المياه، وأن الورش الفنية التابعة للمؤسسة تعمل على قدم وساق لمعاينة الأضرار والبدء في أعمال الإصلاح وفقاً للأولويات.
وأشار المسؤول إلى أن انقطاع التيار الكهربائي ونقص كميات الديزل اللازمة لتشغيل محطات الضخ يشكلان تحدياً كبيراً. كما أن عدم القدرة على توفير المحروقات للصهاريج لنقل المياه من آبار المؤسسة إلى المنازل يجبر المؤسسة على العمل ضمن خطة طوارئ تعتمد على الإصلاح التدريجي للشبكة وضخ المياه حسب الإمكانيات المتاحة.
وبيّن المصدر أن خروج المحطة الرئيسية لضخ المياه من آبار الثعلة، والتي تعتبر المصدر الأساسي لمياه الشرب في المدينة، قد أدى إلى عجز المؤسسة عن تأمين مياه الشرب بالكميات المطلوبة. ونتيجة لذلك، تركز المؤسسة عمليات الضخ على المحطة الثانية الواقعة غربي المدينة، مؤكداً أن المؤسسة تعمل حالياً وفق خطة طوارئ تهدف إلى استثمار أي فرصة متاحة لإعادة ضخ المياه.
وأضاف أن التيار الكهربائي بدأ بالعودة إلى بعض المواقع، ويتم تشغيل كل بئر يصله التيار الكهربائي بشكل فوري. إلا أن الإشكالية الأكبر تظل قائمة في القرى والبلدات، حيث تعجز المؤسسة عن تشغيل مجموعات التوليد بسبب نقص المحروقات، مما فاقم أزمة المياه وأدى إلى اعتماد الأهالي على صهاريج المياه المأجورة أو الصهاريج المقدمة من المجتمع المحلي.
وأكد المسؤول أن فريق الطوارئ في المؤسسة يعمل على تأمين المياه للمشافي، بالإضافة إلى تشغيل طواقم الآبار لتزويد الصهاريج التي تقوم بتوزيع المياه على السكان. وأشار إلى أن نحو 90 بالمئة من حاجة السكان للمياه يتم تغطيتها حالياً عبر هذه الصهاريج، وذلك بهدف تقليل الهدر الناتج عن تسرب المياه داخل الأنابيب المتضررة وضمان سلامة الشبكة قبل ضخ المياه المباشر.
وأوضح أن عدداً قليلاً من الآبار داخل المدينة تعمل حالياً على مجموعات توليد كهربائية وتم تشغيلها بالفعل، وأن العمل جارٍ لتأمين كميات كافية من المحروقات لضمان استمرارية تشغيل هذه المولدات وتزويد السكان بالمياه بأسرع وقت ممكن.
وفي إطار الجهود الإنسانية، يقوم فرع الهلال الأحمر بالسويداء بتوزيع خزانات مياه في الأحياء الأكثر اكتظاظاً داخل المدينة، إضافة إلى منطقة صلخد، في محاولة لتخفيف حدة أزمة المياه على السكان.
الوطن – عبير صيموعة