الإثنين, 11 أغسطس 2025 07:45 PM

أزمة المياه في دمشق: شكاوى من عدم العدالة في التوزيع وبرامج التقنين

أزمة المياه في دمشق: شكاوى من عدم العدالة في التوزيع وبرامج التقنين

يشكو سكان دمشق من برنامج تزويد المياه الشهري الصادر عن مؤسسة مياه دمشق وريفها، معترضين على عدم عدالة التوزيع وتوقيت الضخ. يقول عبد الرحمن ديب، أحد سكان منطقة الصناعة في دمشق، لعنب بلدي: "لا نحصل على المياه إلا ليلاً كل يومين، طيلة البرامج الثلاثة الماضية، على عكس مناطق أخرى في دمشق، مما يقلل استفادتنا".

يعبر الشاب العشريني عن استيائه من غياب العدالة في البرنامج، مطالبًا بتطبيقه بشكل عادل وتغيير البرنامج شهريًا، مع تنويع المناوبات بين الليل والنهار. وتوضح نيرمين عبدالغني، من منطقة "المزة 86"، أن التزويد في حيها يكون من الساعة 11 ليلاً حتى السابعة صباحًا، بينما في الفيلات الشرقية بالمزة يكون من 2 ظهرًا حتى السابعة مساءً.

يظهر تباين واضح في ساعات ضخ المياه ومواعيدها في برنامج "تزويد المياه" لشهر آب الحالي، حيث تشهد بعض المناطق وصول المياه يوميًا، وأخرى كل يومين، وبساعات متفاوتة، مما يثير استياء السكان.

ضعف في الضخ

تتفاقم معاناة الأهالي في دمشق بسبب ضعف ضخ المياه، مما يستدعي تركيب مضخات لرفعها إلى الخزانات. ولكن، نظرًا للوضع الكهربائي، غالبًا ما تنتهي فترة التزويد قبل امتلاء الخزانات، مما يضطرهم لشراء المياه من الصهاريج بتكاليف إضافية.

تشرح هبة الصالح، من سكان شارع بغداد، أنها لم ترَ المياه في منزلها منذ شهر، بسبب عدم توافق الكهرباء مع موعد التزويد. ويلجأ معظم سكان البناء إلى الطاقة الشمسية للاستفادة من وصل المياه، مما يحد من استفادة الجميع.

يعارض صالح لحلح، المقيم في حي التجارة، البرامج الصادرة عن المؤسسة العامة للمياه، معتبرًا أنها غير متوافقة وغير عادلة لجميع أحياء دمشق، وتتطلب إعادة نظر وتغييرًا دوريًا.

تبعًا للتضاريس والتوزع الجغرافي

أوضحت المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها أنها بدأت بتقنين المياه في دمشق منذ أيار الماضي، وفق برنامج تقنين جزئي يتضمن أيام وساعات تزويد محددة، يخضع للتعديل الدوري.

وفيما يتعلق بتباين ساعات وأيام التقنين، أشارت المؤسسة إلى أن الاختلاف يعود للتضاريس والتوزع الجغرافي، وتوفر المصادر المائية وحوامل الطاقة وأقطار الخطوط المغذية. ويتم تحديد عدد الساعات اللازمة لوصول المياه إلى أبعد نقطة في الشبكة.

وأضافت أن المناطق المرتفعة تحتاج إلى تزويد مستمر لضمان وصول المياه إلى نهايات الشبكة، بينما في ريف دمشق يرتبط ضخ المياه بتوفر حوامل الطاقة، مما يجعل ساعات التقنين أطول.

مصادر مائية

تزود المؤسسة دمشق وريفها بالمياه من عدة مصادر رئيسية هي: نبع الفيجة، نبع بردى، آبار جديدة يابوس، آبار وادي مروان، إضافة للآبار الاحتياطية المنتشرة في دمشق وريفها، وبعض مشاريع الضخ، كمشروعي "الريمة" و"جوبر".

ويرتبط الواقع المائي بالهطول المطري، الذي سجل انخفاضًا في كمياته على حوض الفيجة ودمشق، مما سبب عدم فيضان نبع الفيجة وانخفاض كميات المياه المنتجة منه.

تعاني سوريا في السنوات الأخيرة من شح المياه، بالتوازي مع أزمة الجفاف التي تهدد القطاع المائي.

خطة طوارئ

وضعت مؤسسة مياه دمشق وريفها خطة طوارئ لتحسين واقع المياه، تشمل:

  • إعادة تأهيل الآبار والمصادر المائية، وصيانة شبكات نقل وتوزيع المياه.
  • إعادة توزيع أدوار التزويد بالمياه مع تطبيق التقنين.
  • وضع خطة توعية لترشيد استهلاك المياه، وأطلقت حملة بعنوان "بالمشاركة نضمن استمرار المياه".
  • تفعيل عمل الضابطة المائية، وإزالة التعديات على شبكات مياه الشرب.
  • وجود مشاريع استراتيجية، منها تحلية واستجرار مياه البحر، إلا أن تنفيذها يحتاج لإمكانيات كبيرة.

تواجه المدن السورية بشكل عام شحًا للموارد المائية بسبب قلّة الأمطار في الشتاء الماضي.

مشاركة المقال: