الخميس, 1 مايو 2025 09:08 PM

أزمة بيئية تهدد الطبقة: النفايات تحرق وتلوث يطال نهر الفرات والأطفال في خطر

أزمة بيئية تهدد الطبقة: النفايات تحرق وتلوث يطال نهر الفرات والأطفال في خطر

تواجه مدينة الطبقة الواقعة في ريف الرقة الغربي أزمة بيئية متفاقمة تهدد الصحة العامة، في ظل غياب آليات فعالة للتعامل مع النفايات وتراجع أداء المؤسسات الخدمية، ما دفع السكان إلى البحث عن حلول فردية بدائية زادت من حدة التلوث والمخاطر الصحية.

في ظل غياب خدمة منتظمة لجمع القمامة، يعمد كثير من السكان إلى حرق النفايات في الشوارع أو قرب منازلهم، ما يؤدي إلى انبعاث روائح خانقة ودخان كثيف يملأ الأحياء السكنية. أبو مالك، أحد سكان مدينة الطبقة، قال: "نحرق النفايات لأن لا أحد يزيلها، تنتشر في الزوايا وبين الأبنية، ولا نملك خيارًا آخر، لكننا نعلم أن هذا يمرضنا وأطفالنا". وأكد أن الأمراض التنفسية والجلدية أصبحت شائعة، خاصة بين الأطفال وكبار السن، مؤكداً أن الهواء الملوث بالدخان والروائح الكريهة أصبح جزءًا من حياة السكان اليومية.

ورصد مراسل سوريا 24 وجود مكبات عشوائية قرب نهر الفرات، حيث تُلقى النفايات دون رقابة، في سلوك ينذر بتلوث خطير لمصدر المياه الرئيسي لسكان المدينة وريفها. في أحياء متفرقة، يعمل أطفال على جمع عبوات بلاستيكية من القمامة لبيعها لمعامل تدوير غير مرخصة، ما يعرّضهم مباشرة للأوبئة والمواد الخطرة.

عبد الرزاق، أحد الناشطين المحليين في الطبقة، قال: "نرى الأطفال يغوصون في النفايات يوميًا، بلا أي وقاية، أسرهم فقيرة، ويبحثون عن لقمة العيش بأي ثمن". وأكدت الطبيبة رنيم، وهي طبيبة أطفال تقيم في مدينة الرقة، أن حالات الربو وحساسية الجلد تتكرر بوتيرة مقلقة، وأضافت: أن "البيئة تلعب دورًا أساسيًا في تدهور صحة الأطفال، نحتاج تدخلًا صحيًا وبيئيًا متوازيًا".

تُعد خدمات النظافة في المدينة شبه غائبة، في ظل نقص الآليات، وقلة العمال، وضعف التمويل، إلى جانب ما يصفه السكان بـ "الفساد الإداري"، حيث لا توجد جهة واضحة تتحمل المسؤولية الكاملة عن الواقع المتدهور.

يشار إلى أنّ الأهالي يطالبون بضرورة تدخل المنظمات الإنسانية بشكل مباشر، وتفعيل خطط طارئة من قبل الإدارة الذاتية، تشمل تنظيف الأحياء، تأمين حاويات، وتوعية المجتمع بمخاطر الحرق العشوائي، إلى جانب رقابة صارمة على مصادر التلوث قرب النهر.

مشاركة المقال: