أصدرت محكمة في مدينة غورليتس بولاية سكسونيا الألمانية حكمًا بالسجن لمدة 13 عامًا على ماركو و. (40 عامًا)، الرئيس السابق لحزب NPD اليميني المتطرف في منطقة باوتسن. جاء الحكم بعد إدانته بارتكاب اعتداءات جنسية مروعة واستغلال بشري ضد ابنتيه بالتبني.
خلال النطق بالحكم، صرح القاضي: "لقد عملنا لسنوات طويلة في القضاء الجنائي، لكن هذه القضية تفوق كل تصور ممكن للشرّ، إنها تتجاوز الحدود الإنسانية بشكل لا يُصدق."
وفقًا لملف القضية، ارتكب المتهم 25 جريمة اغتصاب و34 حالة اعتداء على قاصر تحت الحماية، بالإضافة إلى 233 جريمة احتيال مرتبطة بمواد إباحية. وكشفت التحقيقات أن ماركو و.، الذي يعيش على إعانة Bürgergeld ولم يمارس أي عمل مهني فعلي، حوّل استغلال الفتاتين إلى مصدر دخل عن طريق بيع مقاطع مصورة على مواقع إباحية، محققًا أكثر من 300 ألف يورو خلال ثلاث سنوات.
أوضح القاضي أن المتهم كان "شديد التلاعب النفسي" وأنه مارس ضغوطًا هائلة على الفتاتين، اللتين عاشتا سنوات من الخوف والعنف والإذلال. وجاء في إحدى رسائله لهما عبر تطبيق "واتساب": "أنا من يقرر ما تفعلين، وسأجعلك تُستَخدمين كما أريد." كما أجبر الابنة الكبرى على عمليات اغتصاب جماعي في دورات مياه على الطرق السريعة.
طالبت النيابة بالسجن 12 عامًا مع الحجز الوقائي (Sicherungsverwahrung)، لكن المحكمة رفضت هذا الإجراء معتبرة أن دوافع المتهم كانت مادية وليست نابعة من "خطر دائم على المجتمع".
بعد صدور الحكم، قالت الضحية الكبرى باكيةً: "يمكنني أن أعيش إلى حدٍّ ما مع هذه العقوبة."
صدمت القضية الرأي العام الألماني لبشاعتها، ووصفها القاضي بأنها "إحدى أبشع القضايا في تاريخ القضاء الألماني الحديث".